غير مصنف

ما معنى “ثجاجا” فى قوله تعالى من سورة النبأ: “وأنزلنا من المُعصرات ماءً ثجاجًا”

ومطر ثجاج ، أى : شديد الانصباب جدا .

وقوله : { أَلْفَافاً } اسم جمع لا واحد له من لفظه ، كالأوزاع للجماعات المتفرقة .
وقيل : جمع لفيف ، كأشراف وشريف .

أى : وأنزلنا لكم – يا بنى آدم – بقدرتنا ورحمتنا – من السحائب التى أوشكت على الإِمطار ، ماء كثيرا متدفقا بقوة ، لنخرج بهذا الماء حبا تقتاتون به – كالقمح والشعير .. ونباتا تستعملونه لدوابكم كالتبن والكلأ ، ولنخرج بهذا الماء – أيضا – بساتين قد التفت أغصانها لتقاربها وشدة نمائها .

فهذه تسعة أدلة أقامها – سبحانه – على أن البعث حق ، وهى أدلة مشاهدة محسوسة ، لا يستطيع عاقل إنكار واحد منها .. وما دام الأمر كذلك فكيف ينكرون قدرته على البعث ، مع أنه – تعالى – قد أوجد لهم كل هذه النعم التى منها ما يتعلق بخلقهم ، ومنها ما يتعلق بالأرض والسموات ، ومنها ما يتعلق بنومهم ، وبالليل والنهار ، ومنها ما يتعلق بالشمس ، وبالسحب التى تحمل لهم الماء الذى لا يحاة لهم بدونه .

وبعد إيراد هذه الأدلة المقنعة لكل عاقل ، أكد – سبحانه – ما اختلفوا فيه ، وما تساءلوا عنه
وأنـزلنا من المعصرات ماء ثجاجا: تفسير ابن كثير

قال العوفي ، عن ابن عباس : { المعصرات } الريح .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد ، حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : { وأنزلنا من المعصرات } قال : الرياح . وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي ، وزيد بن أسلم : وابنه عبد الرحمن : إنها الرياح . ومعنى هذا القول أنها تستدر المطر من السحاب .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { من المعصرات } أي: من السحاب . وكذا قال عكرمة أيضا ، وأبو العالية ، والضحاك ، والحسن ، والربيع بن أنس ، والثوري . واختاره ابن جرير .

وقال الفراء : هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولم تمطر بعد ، كما يقال امرأة معصر ، إذا دنا حيضها ولم تحض .
وعن الحسن ، وقتادة : { من المعصرات } يعني : السماوات . وهذا قول غريب .

اضغط على رقم 5 لقرائة المزيد.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى