ﻗﺼﺔ ﺍلأﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟلتى ﺗﺰﻭﺟﺖ من الج0ن⚠ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﺎﻥ ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻋﻴﺸﺔ ﺭﻏﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﺍﺗﺎﻫﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺘﻲ ﺍﻥ ﺍﺻﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠ0ﻦ ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺸﻴﻦ ﻣﻌﻲ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﻒ ﻗﺎﻝ ﺗﺨﻴﻠﻲ ﻭﺍﺟﻴﺒﻴﻨﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻃﺒﻌﺎ ﻻ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎ؟ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺁﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻨﻚ ﻗﺎﻝ ﺃﻭﻻﺗﺤﺒﻴﻨﻲ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻠﻰ ﺃﻋﺸﻘﻚ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﺍﺣﺐ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﺧﺎﻓﻪ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺟﻨﺴﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻥ ﻳﺘﻔﻘﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﺑﻨﺘﻴﻨﺎ ﻣﺎﻣﺼﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺧﺎﻑ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺘﻴﻬﻤﺎ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻚ! ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺇﻥ ﻭﺑﺎﺗﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﺍﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﻢ ﺃﺻﻼً ﺣﺘﻰ ﺍﻓﺎﻗﺖ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺧﺎﻭﻳﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ: ﺍﻧﻲ ﻗﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻥ ﺍﻣﻬﺪ ﻟﻚ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺻﻤﻮﺩﺍ ﻫﻞ ﺗﺬﻛﺮﻳﻦ ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﺑﻮﻙ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﻤﺸﻄﻴﻦ ﺷﻌﺮﻙ ﻭﺗﺘﻤﺮﺟﺤﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺘﻜﻢ ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻧﺎ ﻣﺸﻐﻮﻓﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺡ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﺫ ﻛﻨﺖ ﺍﺗﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﺭﺿﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺘﻰ ﻋﺸﻘﺘﻚ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺍﺭﺍﻗﺒﻚ ﺗﻜﺒﺮﻳﻦ ﻭﺗﺰﺩﺍﺩﻳﻦ ﺟﻤﺎﻻ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺑﻚ ﻋﺸﻘﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﺎﻋﻠﻤﺖ ﺍﻫﻠﻲ ﺑﻌﺸﻘﻲ ﻟﻚ ﻭﺭﻏﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻚ ﻭﻗﻮﺑﻠﺖ ﺑﺮﻓﺾ ﺷﺪﻳﺪ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﺑﻲ ﻫﻮ ﺳﻴﺪ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻬﻮﺩ ﺍﻥ ﻳﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺠ0ﻦ ﺑﺎﻹﻧﺲ ﺇﺫ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﺠﻨﺴﻜﻢ ﻧﻈﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﺻﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻲ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻋﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻧﺎ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺿﻨﺎ ﺍﻥ ﻟﻢ ﺍﻋﺪ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺭﻱ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺤﺪﻳﺖ ﻗﻮﻣﻲ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻭﻧﻔﻴﺖ ﻋﻦ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺗﺰﻭﺟﺖ ﺑﻚ ﻳﺎﻗﻠﺒﻲ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺟﺎﺋﻨﻲ ﻣﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻲ ﻳﻄﻠﺒﻮﻧﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﺍﻧﻪ ﻧﺸﺒﺖ ﺣﺮﺏ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺿﺮﻭﺱ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺘﻨﺎ ﻭﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻭﻗﺘﻞ ﺟﺪﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﻭﺃﻋﻤﺎﻣﻲ ﻭﺃﺧﻮﺗﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻏﻴﺮﻱ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻲ ﻭﺣﻈﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺃﺭﺽ ﺃﺟﺪﺍﺩﻱ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻥ ﺍﺭﻓﺾ ﻭﺧﻔﺖ ﺍﻥ ﺍﻭﺩﻋﻚ ﺍﺑﻨﺘﻴﻨﺎ ﻓﺘﺮﻣﻴﻬﻤﺎ ﺍﻭ ﺗﻘﺘﻠﻴﻬﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﺎﻥ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻛﺪﺕ ﻟﻲ ﻣﻮﻗﻔﻚ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻣﻌﻲ ﻭﺍﺑﻨﺘﻲ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﻣﺼﺎﺭﺣﺘﻚ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﺼﺪﻳﻨﻲ ﻓﺂﺛﺮﺕ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻠﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﺼﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻭ ﻧﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻭﻭﺻﻴﺘﻲ ﻟﻚ ﺑﺤﻖ ﻋﺸﺮﺗﻨﺎ ﻭﺣﺒﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺃﻥ ﻻﺗﺨﻠﻌﻲ ﺧﺎﺗﻢ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﺒﻌﻚ ﺃﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﻏﺎﻝ ﻭﻣﻘﺪﺱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺧﺎﻭﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻠﻮﻋﺔ ﻓﻮﻕ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺑﻨﺘﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﺫ ﺗﺘﺴﺎﻭﻯ ﺍﻻﺟﻨﺎﺱ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺍﻻ ﺣﻴﻦ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﺨﺎﺗﻤﻬﺎ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺗﺤﺲ ﺑﺪﻓﺊ ﻓﻲ ﺍﺻﺒﻌﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ﺑﺨﻴﺮ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﺲ ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻫﻤﻮﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﺪﻙ ﻟﻲ ﻻ ﺇﻧﺲ ﻭﻻ ﺟﺎﻥ ﻗﺪ ﺿﻌﺖ ﺑﻌﺪﻙ ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﺠﻮﻥ ﻭﺳﺠﺎﻥ ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻭﻫﻲ ﻻ ﻋﻠﻢ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﺼﻴﺮ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻀﻨﻴﻬﺎ ﺍﺫ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﻌﻠﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺍﺭ ﺍﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻤﺸﻌﻮﺫﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺠﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﻓﺎﺋﺪﺓ ﺍﺫ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻧﻬﻢ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺤﺘﺎﻟﻴﻦ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺗﻐﺘﺴﻞ ﻭﺧﻠﻌﺖ ﺧﺎﺗﻤﻬﺎ ﻭﺣﻴﻦ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺧﻠﺪﺕ ﻟﻠﻨﻮﻡ ﺍﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺠﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﺤﻠﻢ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﺑﻨﺘﺎﻫﺎ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﺑﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﻏﻮﻻ ﺍﺳﻮﺩ ﺿﺨﻢ ﻳﻨﻔﺮ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﻔﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺻﺮﺥ ﺑﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻌﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﺭﺟﻮﻙ ﺍﺭﺗﺪﻳﻪ ﻭﻻﺗﺨﻠﻌﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺍﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻣﻔﺰﻭﻋﺔ ﻣﻤﺴﻜﺘﺎ ﺑﺎﺻﺒﻌﻬﺎ ﻓﺎﻧﺘﺒﻬﺖ ﺍﻥ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻏﻴﺮﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻨﻬﻀﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﻠﺤﻤﺎﻡ ﻭﻟﺒﺴﺖ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭﻫﻲ ﻣﺮﻫﻘﺔ ﺟﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺍﺣﻠﻢ ﺑﻬﻢ ﺍﻻ ﺣﻴﻦ ﺧﻠﻌﺖ ﺧﺎﺗﻤﻲ ﻭﺍﺧﺬﺕ ﺗﺤﻤﻠﻖ ﻓﻲ ﻓﺼﻪ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻱ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﻮﻫﻠﺔ ﺍﻻ ﺍﻧﻬﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻟﺘﻔﺎﺟﺊ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺮ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﻛﻠﺐ ﺍﺳﻮﺩ ﻭﻓﻮﻕ ﻏﺼﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ ﻭﻗﻔﺔ ﺣﻤﺎﻣﺘﺎﻥ ﺑﺪﺍ ﺍﻧﻬﻤﺎ ﻳﺮﺍﻗﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺿﺨﻤﺎ ﺟﺪﺍ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺴﺮ ﻛﺎﻥ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭﺍﻟﻬﻠﻊ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﻟﺘﻮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻳﺘﻼﺷﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ...!! وليصلك الجزء الثانى علق ب #تم _________________________ الجزء الثانى بعد أن نسيت عشتار خاتمها الذي أوصاها زوجها بأن لاتخلعه حلمت بكابوس مرعب حيث رأت زوجها يحارب غولًا ضخمًا ويتستجديها بأن ترتدي الخاتم بسرعة وابنتاها كانتا تنظران وهما تبكيان أفاقت مهلوعة وذهبت للحمام بسرعة ولبست الخاتم وبينما كانت تتساءل عن هذا الكابوس سمعت صوتًا في فناء المنزل فأطلت من النافذة وكانت المفاجأة بأن رأت كلبًا أسودًا ضخمًا يتصارع مع نسر وفوق غصن شجرة التفاح حمامتان ترقبا المعركة بحذر بدا الحلم يتلاشا شيئًا فشيئًا ليتجسد في الواقع الذي أمامها ماذا يجري أيعقل!! إنه ذاك النسر زوجي يتصارع مع هذا الكلب وابنتاي هما الحمامتان لابد أنه زوجي فمالذي سيأتي بنسرٍ في هذه الانحاء وفي هذا الوقت لقد صدق الحلم بل لم يكن حلمًا يا إلهي تجمدت مكانها من الخوف وأخذت رجلاها بالارتجاف الشديد وتحشرج حلقها حتى لم تعد قادرة على النطق وبدت أطرافها بالتنمل حاولت التحرك ولكنها كانت متجمدة تهم بأن ترجع للخلف ولكن جسمها كأنه التصق بالأرض حاولت الصراخ ولكن لم يخرج من فمها غير هواءٍ بارد كانت المعركة ضاريةً جدًا أخذ النسر يطير عاليًا ويهوي على الكلب بمخالبه الحادة في حين كان الكلب يحاول إمساك النسر ولكنه كان يصده بجناحيه القويين إلى أن فطن الكلب لوجود الحمامتين فانطلق باتجاههما مسرعًا أصيبت عشتار بذعر شديد حين رأت الكلب يتجه لابنتيها فانبثقت طاقة كامنةٌ بداخلها سرت في جميع أنحاء جسمها ولو لم يتحرك جسمها لمشت روحها تاركةً ذاك الجسم المتحنط انطلقت لاشعوريًا خارج المنزل تحمل رجلاها غريزة الأم قفز الكلب باتجاه الحمامتين وكاد ان يحكم قبضتيه عليهما إلا أن النسر هب عليه مسرعًا واصطدم به وهوى الاثنان يتدحرجان على الأرض أومأ النسر للحمامتين بالهرب وسرعان ماطارتا مبتعدتين في هذا اللحظة كان الكلب جاثيًا فوق النسر الذي أخذ منقاره الحاد يخترق صدر الكلب بقوة حاول الكلب تفادي الضربات وفي نفس الوقت إحكام قبضتيه على النسر إلا أن النسر استطاع الإفلات ولكن كان هذا من سوء حظه لأن الكلب قبض على رقبة النسر بفكيه الحادين وطرحه أرضًا مرةً أخرى وانقلبت موازين المعركة لصالح الكلب المتوحش أخذ يهز النسر هزًا شديدًا من رقبته وكان واضحا أن قوى النسر بدأت تخور وأوشك على الهلاك إذ لم يعد يتحرك أبدًا فجأةً وإذا بحجر صغير مترردد هوى على رأس الكلب تلته صرخةٌ من عشتار: يكفي اتركه يكفي أفلت الكلب النسر من فكيه وقفز على عشتار وطرحها أرضًا ماكان من عشتار إلا أن تسمرت أرضًا والكلب فوقها وهي تنظر في عينيه بهلع شديد هم الكلب بأن ينهشها لكن حدث شيء عجيب حين نظر الكلب لعيني عشتار تسمر مكانه هو الآخر.. لحظات حتى هدأ الكلب وابتعد عدة خطوات ملتقطًا أنفاسه وقال: ماتكوني أيتها الإنسية.. عيناك سحرٌ رهيب أصابني بارتعاش لاعجب بأن أمير الجن وقع في حبك وأجزم بأنك ساحرة خطيرة قال هذه الكلمات وولى هاربًا لم تستوعب عشتار ماحدث أيعقل أنها استطاعت إخافة جني!! نهضت مسرعة باتجاه النسر الذي كان فاقدًا للوعي وينزف دمًا “حبيبي جلجامش أرجوك تماسك لاتمت” ودموع عيناها سالت فوق خديها وضعت رأسها على صدر النسر تتحسس نبض قلبه وكان هنالك نبضٌ لكن ضعيف ” يا إلهي ماذا يحدث لي” شقت خرقةً من ثوبها ولفت بها رقبته لإيقاف النزيف وهي تبكي وتفكر مالعمل إذ إن ظل الحال على ماهو سيموت لامحالة لأن الجرح عميق جدًا أخذت تفكر بسرعة لدرجة أنها لم تعد قادرة على كبح جماح عقلها هل آخذه للمستشفى.. ماذا علي أن افعل تذكرت.. لقد قرأت في إحدى كتب الجن أن الجني إذا أصيب بجرحٍ في عالم الإنس لايلتأم جرحه إلا إذا عاد لهيئته الطبيعيه وحتى يعود لهيئته الطبيعية لابد له أن يعود لأرض الجن إن صدق ماقرأت كيف يعود وهو فاقد الوعي وإن ظل هكذا سيموت لامحالة حملته ووقفت تهم أن تدخل به المنزل تارةً وتارةً أخرى تهم أن تخرج به وهي تحضنه باكيةً: تماسك ياحبيبي أرجوك يا إلهي مالعمل توقفت في منتصف الحديقة وكأن فكرةً قد لمعت في عقلها تذكرت رسالته الأخيرة حين فارقها حين كتب “كنتِ دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة” أنزلته على أرض الحديقة واتجهت باتجاه الشجرة كيف كان يتسلل ياترى هل من الممكن أن يوجد طريق من هذه الشجرة يؤدي لأرض الجن أخذت تدور حول الشجرة وتبحث في أرجاء المكان إلى أن انتبهت لجحر صغير اسفل الشجرة ركضت إلى الجهة الأخرى من الحديقة وجاءت بمعول وأخذت تحفر وتحفر وكانت المفاجأة أن نضح ممر سري تحت الأرض لاتعلم إلى أين يؤدي “ماذا أفعل إنه من الجنون أن ادخل هذا الممر المخيف ومايخيف أكثر أنه يؤدي لأرض الجن ولكن هل أترك زوجي يموت وهو الذي ضحا بنفسه لإنقاذي هل أترك حبيبي عشيقي نور عيني أبو ابنتاي لابد أن اضحي مهما كانت النتائج كما ضحا هو” بسرعة حملته واتجهت للنفق ولكنه عادت مرة أخرى لسبب ما حملت كيسًا كان ملقًا على أرض الحديقة لجمع أوراق الشجر المتساقطة وانقضت على خلية النحل التي كان معلقة فوق الشجرة لاتدري لماذا ولكنها قد تكون وسيلة دفاع لوتعرضت لهجوم ما مشت داخل النفق وهي تدعوا وتتمنى أن يكون في عينيها سحر ما.. كما قال ذلك الوحش لأنه قد يكون الشيء الوحيد الذي سيخرجها على قيد الحياة مع أن النفق كان تحت الأرض ولاتوجد إضاءة أونار إلا أن الممر كان مضيئا بنور أحمر خافت لاتعلم أين مصدره مشت مايقارب النصف ساعة حتى تشققت قدميها وأعياها التعب إذ كان النسر ثقيلا إلا أن وصلت لنهاية النفق وجدت بابًا خشبيًا كبيرًا تنام تحته أفعى عملاقة تجمدت مكانها مخافة إيقاظها ” يا إلهي ماذا أفعل وأنا محصورةٌ في هذا القبر” أيقنت انه لابد من استخدام خلية النحل ولو ان استخدامها عد مبكرًا جدًا بسرعه أدخلت يدها في الكيس ورمت الخلية بقوة على الأفعى واختبأت خلف صخرةٍ كبيرة حاضنتًا زوجها وهي تبكي بصمت هاج النحل علئ الأفعى بشراسة محاولًا لدغها ولكن دون فائدة إذ كان جلدها متينًا ولدغات النحل لاتؤثر فيه علاوة علئ ذلك كان الأفعى تتدحرج بسرعة لكن لحسن الحظ أصيبت الأفعى أخيرًا في عينيها وأخذت تضرب نفسها في جدار الكهف المكان يهتز عشتار تهتز قلبها يهتز لكن زوجها دافئ أخيرًا اختبأت الافعى في جحرها خرجت عشتار بسرعة وفتحت الباب لم تخف من تنتبه لها الأفعى لم تهمها لدغات النحل كل ماكانت تريده هو أن تنجح الخطة ولابد لها من أن تنجح خرجت أخيرًا بنشوة انتصار وخوف مستقبل لتجد نفسها امام شاطئ بحري ساكن وبارد مع ان الجو كان صيفًا اخذت تمشي بقلق وخطواتٍ بطيئة الى ان وصلت للشاطئ وجدت جسرًا صغير طوله خمسة امتار تقريبا مربوط به ثلاثة قوارب صغيرة قارب بني وقاربان احمران ورجل عجوز بثوبٍ مهترئ جالسٌ على الجسر يصطاد السمك قال العجوز دون أن يلتفت: اشم رائحة امرأة نظرت عشتار اليه بخوف وقالت: أين نحن ياعم العجوز ببرود: بل قولي أين أنا، فأنا اعرف مكاني اما انت فلا احتارت عشتار ماذا تقول ولكنها احست بالإطمئنان قليلًا العجوز: هل انت ذاهبةٌ لأرض الجن عاد الخوف لعشتار مرةً أخرى وقالت متوجسةً: كيف عرفت!!! العجوز: هه لا أحد يأتي هنا.. إلا إذا كان ذاهبًا هناك حتى تصلي هناك عليك ان تستقلي إحدى هذه القوارب ولكن حذارٍ يجب عليك الاختيار بحكمة عشتار: ألا تخاف على نفسك من هذا المكان إذ يبدو أنه مهجور وقد يأتي جنٌ في أي لحظة العجوز: لايهمني من يأتي طالما أنه سيدفع أجرة القارب عشتار: لكني لا أحمل مالًا العجوز: لا أتقاضى بالمال بل بالمقايضة عشتار: ليس عندي ما أقايضه العجوز: أشم رائحة عسل ويبدو انه لذيذ لحسن حظ عشتار ان الكيس لازال بحوزتها نظرت بداخله واذا به قليلٌ من العسل عشتار: قليلٌ من العسل هو كل ما أملك العجوز: لابأس به اعطنيه واختاري لك قاربا بحذر عشتار: إن كنت سأحتار بين الاحمران سأختار البني العجوز: فتاة حكيمة جدفي بالقارب الى ان تصلي للضباب وعندها لا حاجة للتجذيف فالضياع سيأخذك الى أرض الجن عشتار برجفة: ألن تقلني الى هناك فأنا لا أجيد التجديف العجوز: هه تطلبين الكثير مقابل لعقة عسل اذهبي قبل ان تذوب حلاوته من فمي ادركت عشتار انه لافائدة من أضاعت الوقت وقالت: الى اي جهة علي ان اجدف العجوز: لاتوجد جهات هنا فقط جدفي نزلت دمعةٌ من عيني عشتار ولكنها استجمعت قواها ووضعت النسر في القارب وهمت تحاول دفع القارب لعرض البحر ولكن دون جدوى إذ كان ثقيلًا على جسدها الناعم نزلت دمعةٌ أخرى قالت: هلا تساعدني أرجوك العجوز: آه ماذا جاء بك الى هنا كادت ان تشرح له بحماس إلا أنه قاطعها: لا أريد أن اعرف اصعدي صعدت عشتار القارب بخضوع ونهض الرجل العجوز ورفع ثوبه مخرجًا رجله وكانت المفاجأة!!! رجل حمار!!! انتفضت عشتار بنسرها لنهاية القارب ضحك العجوز وضرب قعر القارب برجله فثقبه ثم دفعه لعرض البحر وهو يضحك كان هذا هو “الشق” وهو فصيلة من الجن نصف انسان ونصف حيوان يتعرض للمسافر ان كان وحده أصيبت عشتار بانهيار شديد وأحست ببرودة شديدة في جسمها وسرعان ماستوعبت ان الماء بدأ يتسلل داخل القارب ببطء استجمعت قواها ماسحةً دموع عينيها وامسكت بالمجداف الذي من حسن الحظ كان مقعرًا كالمعول فكانت تارةً تخرج الماء من القارب وتارةً أخرى تقوم بالتجديف ظلت مايقارب ساعةً كاملة على هذا المنوال لاتكفأ عن العمل كآلة إلى أن أحاط بها الضباب أخيرًا وأحست أن القارب غدا يسبح لوحده استندت بظهر القارب بعد عناءٍ شديد تلتقط أنفاسها وهي ممسكةً المجداف تخرج الماء ببطء وحضنت النسر لصدرها ثم أخذت تبكي أين أنا ماذا جنيت على نفسي جن كهف أفعى [[system-code:ad:autoads]] بحر وضباب مجهول في لامكان ونسرٌ لا أعلم إن كان زوجي حقًا حضنته وأحست بدفئه وتذكرت تلك الليالي التي كانت تضع رأس زوجها على صدرها إنه ذات الدفء ياحبيبي تمسك بالحياة جيدًا لاتتركني فأنت املي الوحيد في الحياة وانا لن اتركك إما أن نحيا جميعا أونموت جميعا زاد الضباب حتى لم تعد ترى أي شيء وزادت البرودة وأحست بالنعاس فانسل المجداف من يدها شيئًا فشيئًا واحتضنت زوجه متمسكتًا بدفئه جيدًا ووصل مستوى الماء مايقارب ثلث القارب وغدت تغفو من التعب والخوف والحزن وإذا بضربةٍ شديدةٍ في ظهر القارب أفزعتها هلعًا وكادت أن تقلب القارب أخذا القارب يتأرجح تأرجحًا شديدًا امسكت بالنسر وتوسطت القارب وهي ترتجف ذعرًا باكية اضغط #لايگ لمتابعة الجزء الثالث علق ب #تم __________________________.‘تابع تابع الجزء الثالث بعد ان حسمت عشتار أمرها للذهاب بالنسر الجريح لأرض الجن لإنقاذ حياته، دخلت في نفق سري تحت شجرة تفاح قديمة في منزلها أدت بها إلى شاطئ مجهول وكان الوقت فجرًا التقت فيه بجني عجوز يسمى الشق قام بإعارتها قاربًا مقابل لعقةٍ من العسل ونصحها بالتجديف حتى تصل لضبابٍ سيأخذها لغايتها المنشودة بعد تعب شديد زاد الضباب ملتفًا حولها حتى لم تعد ترى أي شيء وزادت البرودة وأحست بالنعاس فانسل المجداف من يدها شيئًا فشيئًا واحتضنت زوجه متمسكتًا بدفئه جيدًا ووصل مستوى الماء مايقارب ثلث القارب وغدت تغفو من التعب والخوف والحزن وإذا بضربةٍ شديدةٍ في ظهر القارب أفزعتها هلعًا وكادت أن تقلب القارب أخذا القارب يتأرجح تأرجحًا شديدًا امسكت بالنسر وتوسطت القارب وهي ترتجف ذعرًا باكية احتضنت زوجها بشدة وهي تدعو ان تتجاوز هذه المحنة سكن القارب أخيرًا وسكن روعها أيضا وقالت مطمئنتًا نفسها قد تكون صخرةً ضربة ظهر القارب اذ انني لااستطيع تخمين عمق هذا البحر أطلت برأسها من حافة القارب محاولةً قياس العمق وإذا بضربةٍ اخرى اقوى من الاولى انفلت النسر من يديها وسقطت خارج القارب في عمق البحر سكن كل شيء والتف البرد بجسمها من كل جانب أغمضت عينيها مستسلمة لاتريد ان ترى هذا المجهول أخذت تنزل في الاعماق يداها ممدودة ورجلاها ملتفتان واحدة حول الاخرى لقد يئست من المحاولة لكن فجأة ظهر زوجها في مخيلتها قائلًا عشتار.. لاتستسلمي لقد اقتربتي من الوصول ساعديني تذكرت زوجها الذي كان ملقًا في قعر القارب ففتحت عيناها وإذا بمخلوقٍ مفزع كان واقفا امام وجهها بسكون أصيبت بفزع شديد ولاشعوريًا ارتدت للخلف ضاربتًا اياها برجلها التي اصابت حلقه أخذت تسبح للاعلى بسرعة لا أصعب من المoت غرقًا في البحر خوفًا كانت كلما اقتربت من السطح تزيد سرعتها تسبح وتسبح ودموع عيناها الدافئة تمتزج ببرودة الماء فتضفي قشعريرةً حول عينيها مع اختلاط ملوحة الماء بملوحة دمعها فجأةً وإذا بيدٌ أمسكت برجلها تسحبها للاعماق لم ترد النظر لتلك اليد فقط أخذت تعفر في عمق البحر وهي تهز رأسها بالنفي باكية ووجهت رفسةً الى شيءٍ بدا انه رأس افلتتها تلك اليد اخيرا واخذت تعلو سباحة بسرعة فقد اوشك نفسها ان ينقطع وكانت على يقين انه ان امسك بها مرةً اخرى ستكون النهاية وصلت للسطح أخيرًا آخذةً نفسًا لم تأخذ مثله في حياتها كانت بقرب حافة القارب الذي كان مستوى الماء قد وصل فيه فوق النصف وخرج ذلك الوحش قرب الحافة الأخرى [[system-code:ad:autoads]] كان هذا هو “الدلهاب” فصيلة من الجن تسكن البحر صورته إنسان بدون ملامح فقط وجه اخضر بدون عينين ولا انف له فم كبير واسنانٌ كأسنان قرش جلده كصخر البحر يتعرض للمراكب ويقذف أهلها في البحر حين رأته يسبح مقتربًا اليها فزعة وقفزة ممسكتًا بطرف القارب الى ان استقرت في بطن القارب أخيرا والقت بنفسها جانب نسرها ياللهول أخيرا عدت للقارب الحمدلله رفعت نسرها بسرعة عن الماء الحمدلله مازال ينبض وجسمه دافئ احتضنته لصدرها وامسكت بالمجداف وعادت تخرج الماء بسرعة إذ لايوجد وقت للتنفس كما أن الدلهاب عاد يضرب القارب ايضًا محاولًا رميها مرة اخرى مماساعد في اخراج الماء من القارب سريعًا اخيرًا عاد مستوى الماء في القارب تحت الثلث ولكنه مازال يتأرجح أدركت أنه لولا ثقل الماء الموجود في قعر القارب لكان انقلب بسهولةٍ من اول مرة لقد فهمت الآن فقط لما قام ذلك الجني “الشق” بثقب القارب تذكرته بامتنان لتوها فهمت مقصده من ثقب القارب اذ كانت حانقةٍ عليه من قبل كان يعلم ان الدلهاب سيهاجمها لاشك ألهذا خيرها بين القوارب الثلاثة ياترى، ماذا كان سيحدث لو اختارت أحد القاربين الأحمران هل اللون الأحمر سيجذب جنًا آخرين أم هل يصعب خرق القارب ذو اللون الأحمر؟ لا أدري كل ماعرفه انه ساعدني نوعًا ما استعاد القارب توازنه أخيرًا وعم السكون من جديد إلا انها كانت تحس ان الدلهاب لن يستسلم بسهولة وانه لاشك يريد مفاجأتها ليلقيها مرةً اخرى كانت تترقب بحذرٍ شديد لدرجة انها نسيت ان تبكي لامكان للبكاء هاهنا يجب ان اتشجع لم اصل هنا حتى اكون فريسةً لهذا الجني الاعمى ان كان يريد القتال ساقاتله حتى اخر رمق لن اغلق عيني بعد الآن ولن أيأس إن كنت سأموت فإني سأموت بشرف الدفاع عن زوجي وعائلتي لكن ترى اين ذهب هل استسلم؟ اتمنى ان يكون قد قطع الأمل من قلب القارب سأحافظ على مستوى الماء فوق الثلث لا أكثر ولا أقل كان شكها في محله إذ أن الدلهاب قد يأس من محاولة قلب القارب نظرًا لصغر حجمه لكنه هذه المرة قفز جالسًا القرفصاء على حافة القارب بسكون “يا إلهي لقد صعد على القارب ماذا علي أن افعل” نزل الدلهاب على اربع واتجه اليها بسرعة ارجعت يداها للخلف وهوت بالمجداف على رأسه تريد ضربه به الا انه التقمه بفمه وقام بنهش المجداف وتهشيمه وقفز فوقها حتى سقط النسر تحت قدميها طوق الدلهاب رقبة عشتار بكلتا يديه وغمر رأسها في قعر القارب يخنقها داخل الماء وهي تنتفض تحته بضعف كان فوق الماء اقوى من تحته اخذت ترفس برجليها كانت تظن انها ترفس الدلهاب ولكنها كانت ترفس النسر ومع الرفس المتواصل انفكت الخرقة التي كانت قد لفت بها جرحه فسالت قطرةٌ من الدم في ماء القارب وفجأةً حدث شيء غريب انتشرت قطرة الدم في ماء القارب سريعًا وماهي الا لحظات واذا بالدلهاب قد افلت رقبة عشتار واخذ ينتفض وهو يصرخ صرخةً مفزعةً حتى تيبس مكانه اخذت عشتار تلتقط انفاسها باكيةً وهي تنظر لهذا الوحش المرعب وهو متحنطٌ فاتحًا فمه بحزن رفسته برجلها ملقيتًا به خارج القارب واخذ جسمه يطفو ويتبخر حتى ذاب على سطح البحركالزبد امسكت زوجها بشدة وهي تبكي بحرقة كالأطفال وخبأت رأسها في صدره لم تكن هناك كلمات تعبر بها ن امتنانها علاوة على ذلك لم يكن باستطاعته سماعها لكن ماكان منها الا ان رفعت رأسها وشكرت الله أخيرًا بدأ الضباب بالانقشاع تدريجيًا وكأن الشمس قد بدت تشرق الى أن اختفى الضباب تماما وتوقف القارب نظرت الى المجداف المهشم والماء الذي كان قد غمر القارب تمامًا فحملت النسر فوق رقبتها واخذت تحاول اخراج الماء بكلتا يديها ولكن دون جدوى الى أن بدأ القارب ينغمر في البحر ولكنها لم تغرق كانت واقفةً والماء يصل ذقنها “الحمدلله يبدو انني اقتربت من الشاطئ في الوقت المناسب” رفعت النسر بكلتا يديها واخذت تمشي شيئًا فشيئًا كان ينخفض مستوى الماء وهي تزيد من سرعتها فرحة ] الى ان وصلت لليابسة اخيرًا ارتمت على الارض تقبلها وتحضنها وتحمد الله وتشكره ظنت انها وصلت لغايتها المنشودة ولكنها حين نظرت حولها متفحصةً المكان لم تجد سوى صحراء شاسعة قاحلة استجمعت قواها واحتضنت النسر ونهضت تمشي كانت تعرج قليلًا مع ألمٍ في كتفها الأيمن ووجعٍ بظهرها لكن كل هذا لم يثنيها فلقد قطعت الجزء الأصعب كما كانت تظن كلما أشرقت الشمس أكثر أحست بحرارةٍ أكثر وهي لاتكفأ تمشي وتمشي ولم تكن تكترث بحرارة الشمس لكنها كانت عطشى لم تحس بالعطش إلا حين وجدت نفسها في هذه الصحراء حتى تنسى العطش والتعب اخذت تفكر ببنتيها وما مصيرهما هل عادتا لارض الجن بسلام ام لا ونزلت دمعةٌ من عينيها في هذه الاثناء كان عيقم ملك قبيلة الجن المعادية لقبيلة جلجامش في قصره جالسٌ على عرشه مجتمعًا بوزراءه حين دخل عليهم طنطل (الجني الذي تشكل بكلب وتعارك مع جلجامش وهو ابن عيقم وهو قائد الجيش) عيقل: لقد ارسلتك لتأتيني بزوجة جلجامش الإنسية وكانت المهمة جدًا سهلة إذ هي خلعت الخاتم الذي يحرسها فماذا حدث طنطل: كدت أن أظفر بها ولكن تدخل جلجامش وتعاركنا عيقم: وماذا كانت نتيجة المعركة هل قتلته؟ طنطل: لا ولكني تغلبت عليه وكدت ان اخطف عشتار ولكن حدث ماهو ليس بالحسبان، إن هذه المرأة ساحرة أجاب أحد الوزراء: لم يسجل اسمها في سجل السحرة قط طنطل: لا اعلم ماحل بي حين نظرت عينيها اصبت بقشعريرة وخارت جميع قواي حتى خلت اني اموت ضحك رئيس الوزراء وكان اسمه سامد ذو لحية بيضاء كثيفة وهو من اذكى الجن يتصف بالذكاء والحكمة والمعرفة وقال: انه سحر العشق عيقم: ماذا!!! هل عشقت تلك الإنسية انت ايضا ان هذا لإفك عظيم طنطل: لا لم اعشقها ولكن حين نظرت عيناها.. وسكت طنطل قاطبًا عيقم: ماخبر هذه البنت ياسامد؟ سامد: انها مشيئة القدر، سوء اعمالنا ارتد علينا عيقم: ماتقصد؟ سامد: حدث قبل اربعين سنة قصة في عالم الإنس تخص هذه الفتاة بل بالاصح تخص امها جمال العين كان لأمها ليس لها، حين كانت طفلة لم يولد في زمانهم مثلها وكان لهم جارةٌ ابنتها بها حول وكانت تحسد هذه البنت فقامت بعمل سحر لها وذهبت بنظرها مستعينةً بماردةٍ عظيمة عيقم: تبًا لكيد النساء وحسدهن.. وماذا بعد؟؟ سامد: كبرت هذه الفتاة العمياء وتزوجت ورزقت بعشتار وفي الليلة التي ولدت فيها عشتار ماتت امها، بعد زمن بسيط تابت تلك الماردة وكانت تهم بإعادة بصر ام عشتار فحين وجدتها قضت نحبها احست بالذنب فوضعت سحر عيني الام في ابنتها لكنها ظلت تأنب نفسها فوهبت قوتها في عينين هذه الفتاة فامتزج جمال عيني امها بقوة الماردة في عيني عشتار واصبحت بحسب الظاهر ما ان تلقي بصرها على جني حتى تسلب قلبه وعقله عيقم: لهذا إذن عشقها جلجامش سامد: وطنطلٌ ايضا بحسب الظاهر طنطل: لم اعشقها قلت لك ان قواي قد خارت فقط لسبب لا اعلمه عيقم: وهل سحر عينيها نافذ على الجن فقط؟ سامد: إن لم يخب ظني فسحرها نافذ على رجال الجن فقط دون النساء عيقم: لماذا لم تخبرني بهذا من قبل سامد: كنت أظن ان هذه الفتنة عونٌ لنا وليس علينا لكن في الوقت الذي ذهب طنطل لخطفها كنت في جزيرة السلاحف ابطل سحر الخاتم الذي كان يحرسها ولكني لم استطع ايضا فالخاتم يستمد قوته من قوة جلجامش نفسه ولإبطال سحره لابد من قتل جلجامش، وهو من عشقه لها يفديها بحياته عيقم: وماذا عن ابنتيها النصف جنيتان هل ورثتا عن امهما سحر عينيها سامد: لا اعتقد بحسب جواسيسنا في مملكة جلجامش لم يظهر عليهما حتى الآن سوى بعض قوى الجن ولكن هذه القوى مع ضعفها تزداد مع الزمن شيئًا فشيئًا عيقم: مالعمل الآن وقد اقتربنا من النصر تظهر لنا هذه الفتاة من اللامكان لتسلب قلب وريث عرشي لابد من قتلها طنطل: إن سمح لي مولاي أن اثبت له اني كفؤ بورث عرشه وآتي له برأسها عيقم: وهل تأمن على نفسك من سحر عينيها لو رأيتها مرةً اخرى لا أظن طنطل: إن لم استطع كبح جماح قلبي فلا استحق ان اخلفك في مملكتك انا لست جلجامش لن اعشق إنسية يا أبي اعطني الفرصة لأثبت لك وللجميع ما أقول عيقم: هل تعي ما أنت مقبل عليه حتى تستطيع قتل هذه الفتاة لابد من قتل جلجامش لتبطل سحر الخاتم ولقتل جلجامش لابد من هزم جيشه طنطل: لن اعدم الوسيلة فقط اعطني الفرصة عيقم: لك هذا ولكن حذار إن عشقتها لن احرمك من العرش فقط بل سأنفيك من مملكتي للابد الحلقة الأخيرة كان يحف قلعة جلجامش خليط من الحزن والكآبة مع تجمهر الجن من قبيلة جلجامش في ساحة القلعة حزينون مستسلمون للألم والعذاب الذي حل بهم إذ بدأ جنود عيقم بالسلب والنهب قبل أن يتوج ملكهم مما ينبأ بحالهم المستقبلي كان عيقم يقف على المنصة بجانبه سامد وأزمل (وزير جلجامش الخائن) ومن تبقى من حاشية جلجامش ممن وافقوا ونزلوا على حكم عيقم أما بقية أعوان جلجامش المخلصين فقد جمعوا في صف واحد مكبلين بالسلاسل والاغلال وراء كل واحد جني بفأس استعدادًا لقتله وجيش عيقم يحف بالقلعة بأكملها مدججين بأسلحتهم في حالة استنفار تأهبًا لأي شيء قد يحول بين تتويج عيقم تقدم عيقم قائلا: يا قوم عليكم بمبايعتي والولاء لي فقد انتهى كل شيء من يعترض سينضم لهؤلاء الخونة ومن يعتقد أن بمقدوره مجابهتي عليه أن يتحداني الآن كما جرت العادة أن استطاع أحد التغلب علي يكون ملككم عم سكون وصمت مخيب للآمال في أرجاء القلعة انتهى زمن الفروسية فارسهم محبوس في قعر سلحفاة وزوجته الإنسية يالهم من قوم بؤساء عاصروا الحرب وتكبدوا خسائر في الأرواح والأموال وفي النهاية يخضعون للذل والهوان حين يقف الخونة مع العدو يأمرونهم بالاستسلام والخضوع والاذعان كم من واحد بدا رخيصًا اليوم لدرجة أنه يستحي النظر في وجه القوم ومنهم من كان ينظر بكل ماستطاع جمعه من وقاحة لم يبقى أحد باستطاعته قول كلمة أتحداك. الخونة على منصة العرش والأوفياء تحت المقصلة والعرش يبكي مستجديًا منديل وفاء يكفكف به دمعه بين كل الوجوه المتسخة بعار الخي،ـانة تربت على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم: حسنا إذًا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة وبدأ جنوده يقتلون أعوان جلجامش المخلصين واحدًا تلو الآخر تعالت صيحات القوم فتقدم الأزمل خاطبًا في الجمع: ياقوم قد طالت بنا الحرب سنينًا طوال تكبدتنا خسائر فادحة في الأرواح والأملاك وانتهت الحرب بخسارة جيشنا وانتصار جيش الملك عيقم وقد جاء اليوم ليبايع ملكًا على أرضنا فبايعوه تسلموا. عهد جلجامش وأسرته انتهى لانريد ملكا تبع هواه وتزوج إنسية متخليا عن مسؤلياته تجاهنا انتهى جلجامش للأبد انتهى انتهى صاح بوق قادم من المنارة الرئيسية للقلعة وتعالى الهمس بين الجنود المتعلقون فوق السور ” جلجامش” ” إنه جلجامش” “جلجامش..جلجامش” جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال: سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة أثار وقع الخبر فرحةً صامتة في أعين قوم جلجامش عيقم بغضب: لقد شككت أنه هرب منذ البداية يالك من أحمق ياسامد صرخ سامد: ارموه بالسهام ألا يصل جلجامش إلى هنا هل فهمتم كان جلجامش يمشي على الجسر بثقة تليق به لم يبقى سواه هو فقط من بمقدوره قلب الموازين اليوم مصير القوم على عاتقه عليه قتال من يتقاسمون عرشه وإرثه اجتمعت ثلاث كتائب فوق سور القلعة بسرعة تصف ثلاثة صفوف وبترتيب متناغم رمت جلجامش بستة آالاف سهم دفعة واحدة ستة آلاف سهم تحلق في الهواء بسرعة تشق الرياح متجهةً لجلجامش وحده وكأنها ضربة قاضية استل جلجامش سيفه عين الذئب ووجهه عاليا تجاه الأسهم فانجذبت نحوه بسرعة رهيبة ثم أرجع سيفه للخلف والأسهم تتبع السيف أينما دار ودفع به للأمام مرة أخرى بقوة جبارة فانطلقت الأسهم جميعها عائدة نحو السور بسرعة واخذت تصطاد من تصطاد وتقتل من تقتل وتنغرس في سور القلعة وكأنها مطر المoت.. مطر أسود أظلمت السماء منبأةً بقدومه أثار هروب الكتائب الثلاث فوق السور فوضى عارمة في ساحة القلعة مع أمل جديد لأهل القلعة برجوع أميرهم بمثل هذه القوة الجبارة وأنه مازال هنالك أمل اقترب جلجامش من القعلة أخيرا واصطفت كتيبة كاملة مجددًا فوق السور وأخذت ترمي جلجامش بالرماح وضع جلجامش السيف وراء ظهره مظهرا عين الذئب كانت الرماح حين تقترب من جلجامش تنفر منه وتسقط على جانبي الجسر بفضل قطب المغناطيس والجنود متعجبون ممايحدث أمامهم أخيرًا خرجت كتيبة من ألفي جندي بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم منهم من يركض ومنهم من يطير ومنهم من يزحف مسرعين لمجابهة جلجامش والقضاء عليه استل جلجامش سيفه مرة أخرى وفصل النابان عن بعضهما وأخذ يلوح بهما في الجو بسرعة رهيبة ثم بقوة وجههما تجاه الجنود فانطلق من وسط السيفين زوبعة قوية (تحمل سيوف الكتيبة التي قام الأجهش بقتلها حين كان يلحق بجلجامش وتحمل هذه السيوف تيارات هوائية متشكلة بشكل جنود من قوة الزوبعة) والتحمت الزوبعة بالكتيبة حتى احتوت الكتيبة كلها وصوت قرع السيوف كان قويًا جدًا مصاحبًا لصراخ الجنود الذي بدا وكأنه هلع من عذاب مظلم داخل الزوبعة يهز كيان كل من ينظر لتلك القوة الجبارة إلى أن انجلت الزوبعة وجنود الكتيبة تتساقط ميتة من تحت الجسر ودمائها تتناثر في الهواء انهزم جنود عيقم هاربين لداخل القلعة وراء عيقم وعيقم يتفرج مذهولا من هول هذه القوة المفزعة عيقم: هذا هو سيف يارخ إذًا.. ياله من سلاح فتاك سيسعدني أن امتلكه وأضمه لمجموعتي في هذه الأثناء كانت عشتار تسقط في سماء ليست سماء لونها بنفسجي يميل للصفرة اخذت عشتار تنظر وهي تسقط كانت تعلم أنها دخلت لعالم الجن كانت تبحث عن شيء أو وسيلة ما كانت تؤمن أنه في هذا العالم وفي أي عالم مهما زادت الصعاب والمخاطر لابد من وسيلة ما للخروج والنجاة فقط عليها أن تدع الخوف جانبا.. وتفكر مدت جسمها بشكل أفقي فغدت كأنها تطفو على الريح وتسيرها الرياح ببطء للأسفل أخذت تنظر بتركيز فرأت شيئًا بدا وكأنه سحابة عملاقة للوهلة الأولى لكنها حين ركزت النظر غدا ذلك الشيء كأنه شبكة عنكبوت كبيرة ملتصقة بالسحب مدت جسمها للأمام وغدت تتجه لشباك العنكبوت ببطء كانت تتوجس خيفة من الوصول لشباك العنكبوت لكنها أيقنت أنه لابد من سبب لوجود شباك العنكبوت في السماء وحيث أنه لم يوجد لها خيار آخر اتجهت للشبكة الكبيرة سقطت عشتار أخيرًا على الشبكة التي سرعان ما انشقت لتسقط على شبكة أخرى وهكذا غدت عشتار تنتقل من شبكة لأخرى أم هو نسيج متكرر لشبكة واحدة لم تستطع عشتار أن تحدد لكنها بدت وكأنها شبكة عنكبوت متعددة الطبقات في البداية كانت سقوط عشتار قويا وسريعا لكن مع تكرار اصطدامها بشباك العنكبوت أخذت تبطء شيئا فشيئًا إلى أن توقفت نظرت عشتار حولها متفحصةً المكان كانت عالقة في شباك العنكبوت وكأنها فريسة بين السحب في وسط السماء حاولت التحرك لكن دون جدوى كانت عالقةً تمامًا فجأة جاءها الصوت من الخلف صوت تتوقع صاحبه حين تكون عالقًا في شبكة عنكبوت كبيرة التفتت عشتار لترى عنكبوت عملاقة جدًا لها ثمانية أرجل وستة أعين لكن أعينها جميعها بدت وكأنها مطموسة سوى عين واحدة قالت العنكبوت: أهلًا بك في سماء سراب إلى أين وجهتك هاهاهاها نظرت عشتار لهذه العنكبوت العملاقة لابخوف بل باستغراب ثم قالت: هل تسكنين السماء لاصطياد فرائسك العنكبوت: بل أنا حارسة المعبر السماوي لأرض الجن عشتار: وكيف تكونين حارسة عالم الجن هل أنت جنية؟؟ العنكبوت: ليس من الضروري أن يكون كل من هو موجود في هذا العالم جني. هل أنت جنية؟ عشتار: آه.. صدقت العنكبوت: ما اسمك؟ كادت عشتار أن تقول اسمها لكنها اكتفت بقول: أنا عابرة سبيل عبرت في سلام اقتربت العنكبوت من عشتار ترقبها جيدًا بعينها الواحدة قائلة: أنت إنسية..عشتار.. هل أنت عشتار زوجة جلجاماش سكتت عشتار فهي لاتعلم هل هذه العنكبوت عدو أم صديق لكن العنكبوت بادرتها: أنت هي.. أنت تلك الإنسية… أنت زوجته فخاتمه في إصبعك عشتار بحزم: نعم.. أنا الإنسية زوجة أمير الجن ضحكت العنكبوت ضحكة خفيفة وقالت: أتعلمين لما العنكبوت تبني شباكًا أحست عشتار بالقلق لكن كان عليها مسايرة هذا الوحش العملاق فقالت: حتى تكون لها كالبيوت العنكبوت: ههههه لا.. بل الشباك نصنعها لاصطياد الفرائس.. نحن نؤمن بالقدر فالرزق محتم.. نجهد أنفسنا بصنع الشبكة وبعد ذلك نجلس براحة ننتظر ضالتنا بدل السعي وراءها فالدنيا كالدولاب صنعت لتدور وماذهب لابد أن يعود يومًا عشتار بخوف: لا أفهم ماتقولين العنكبوت: لم أكن عوراء من قبل لكن كان عشيقك جلجامش يتسلل يوميا لأرض الإنس حتى يراك إلى أن جاءني يوما مرسول من أبيه بمنعه من الذهاب لأرض الإنس وحين أتى جلجامش مسرعا للذهاب لأرض الإنس لكي يراك اعترضت طريقه وخضنا عراكًا عنيفًا أسفر بفوز جلجامش طبعًا بعد أن فقأ أعيني جميعها ماعدا واحدة لم اعترض طريقه بعدها لأنني كنت واثقة كل الثقة أنه سيأتي يوم وأجد انتقامي في شباكي أخذت عشتار تنظر في أرجاء المكان علها تجد شيء تستطيع الاستفادة منه أو أن يوحي لها بفكرة ما إذ لم يكن بمقدورها تحريك حتى يديها الملتصقتان بشباك العنكبوت لكن لم تجد سوى فضاء شاسع العنكبوت: هه لامفر من شباكي سأفقأ عينيك وأرسلك لجلجامش عشتاربحزن: حسنًا أيتها العنكبوت لك حق الانتقام لكن لي طلب واحد فقط.. لقد فقدت أعينك بسبب جلجامش الذي قاتلك لكي يراني حتى وإن فقدت اعينك بسببي فليس لي ذنب في ذلك لكنك على أية حال لن تتنازلي عن الأخذ بثأرك فقط أريد منك أن تذهبي بي فوق قلعته وتقتلعي عيني وتلقي بهما في القلعة العنكبوت باستغراب: ولماذا هذا الطلب الغريب هل تحاولين خداعي؟؟ نزلت دمعة من عين عشتار وقالت:لا.. لكن علّ عيناي وهما تسقطان تنظرانه للمرة الأخيرة فيقر قلبي برؤيته أحست عشتار أن العنكبوت بدت صغيرة أمام هذا العشق الكبير لكن العنكبوت بادرتها بغضب: لاااااا …. بل سأذهب بك فوق قلعته وسأفقأ عينيك وسألقي بك لكي يراك مقتولةً مفقوأة العينين فيعلم أنني من تسبب في ذلك ولاضير إن قتلني فقد انتصرت عليه واخذت حقي انتزعت العنكبوت عشتار من شباكها وربطتها بخيوطها فغدت عشتار كاليرقة فقط رأسها خارجًا انطلقت العنكبوت متجهة بسرعة نحو قلعة جلجامش تقفز من سحابة لأخرى وعشتار تبكي في حيرة من أمرها ماتستطيع فعله للتغلب على هذا الوحش الضخم الحقود دخل جلجامش القلعة بثقة وقوة لم يشهد لها مثيل وسط هتافات قبيلته الذين هجموا على جنود عيقم وخلصوا أعوان جلجامش المخلصين منهم قبل أن يفنوهم وتجمع أهل القلعة وراء جلجامش وحوله وصل جلجامش للمنصة يريد مخاطبة عيقم فبادره أزمل يريد أن يقاطعه لكن جلجامش دون أن ينظر إليه استل سيفه وضربه ضربةً قسمته نصفين قائلًا: هذا جزاء الخونة في مملكتي نظر جلجامش لقومه وقال: ياأبناء قومي أرجو أن لاتكونوا استسلمتم لقوى الشر وبايعتم هذا الطاغية سادافع عنكم لآخر رمق في حياتي تعالت صرخات من أعوانه وقومه ” نحن معك لآخر رمق ياجلجامش” نظر جلجامش لعيقم بغضب وقال: لامزيد من الحرب لقد انتهى كل شيء لقد جئت اليوم لتتوج ملكا على أرضي وجرت العادة أن يقوم الملك الجديد بتحدي كل من يظن نفسه كفؤًا أن يجابهه وأنا أتحداك ياعيقم لماذا نجعل شعبينا يقتلون سنينا ونحن نتفرج عليهم جاء دورهم الآن.. من يفوز في النزال يحكم الشعبين عم هدوء في جميع أرجاء القلعة الكل ينظر لعيقم بانتظار جوابه وعيقم كان يتصبب عرقًا أراد سامد أن يتكلم لكن عيقم قاطعه قائلًا: لقد وصلت بك الجرأة أن تتحداني أنت وهذا السيف اللعنة لم يمر علي في حياتي جني مثلك أولًا تزوجت إنسية وقمت بإدخالها لأرضنا وسرقت قطعة من حجر المغناطيس وعرضت حياة الجميع للخطر من انفجار البركان أو هجوم الذئاب والأعظم من ذلك كله قمت بادخال عين الذئب لأرضنا إنك جني متعجرف صبياني لاتليق أن تحكم الجن جلجامش: كل ذلك من أجل أن أزيح ملكًا ظالمًا مثلك فأنت حاكم جائر لامكان لك في قلعتي قد أكون أسأت التصرف فيما مضى لكنني عادل لا أظلم أحدًا مثلك ولا أدخل شعبي في حرب أسبابها مبهمة فقط لتزيد من قوتك ونفوذك أجاب عيقم بغضب: حسنا إذًا هيا بنا نذهب للجبل القائم من ينزل منه بعد قتل الآخر يكون المنتصر كما جرت العادة كان يوجد جبل صخري طويل في منتصف القلعة وهو مركزها طار الاثنان عيقم وجلجامش والتقيا في قمة الجبل لايراهما أي أحد،من يقتل الآخر ينزل ملكًا على القبيلتين استل جلجامش سيفه واخذ ينظر لعيقم بغموض وهو يفكر محدثًا نفسه ” عيقم.. لا أتذكر متى كانت آخر مرة خاض فيها قتالا.. اعتقد قبل أن أولد..علي أن استفيد من هذه النقطة لاسيما أنني امتلك أقوى سيف في أرض الجن الآن لكن علي أن لا أنسى أنه يملك ثلاثة من أقوى الأسلحة سيف اللهب ورمح الظلام وسيف الصاعقة [[system-code:ad:autoads]] طقطق عيقم بأصابعه فانبثق منه ثلاثة جن مشابهون له تمامًا تفاجأ جلجامش من هول مايرى “إن هذا لسحر كيف أجابه أربعة عيقم.. هل هم حقيقيون ياترى.. ومن هو عيقم الحقيقي..أحدهم برمح الظلام وواحد بسيف اللهب وواحد بسيف الصاعقة والأخير بمطرقة كبيرة يا إلهي إنها مطرقة يارخ” جلجامش: أيها الوغد إنها مطرقة يارخ كيف حصلت عليها أجاب الأربعة بصوت واحد: هههه لقد قتلت ذلك الأحمق وتخلصت من أسلحته السخيفة للأبد أصيب جلجامش بخيبة أمل ” لقد م١ت الشجاع يارخ ياللأسف إن عيقم شرير جدًا لم يترك شيئًا طيبًا في أرضنا إلا وقضى عليه” جلجامش: ستدفع حياتك ثمنًا لجرائمك أنت بؤرة شر وفساد أحاط العياقم الأربعة بجلجامش من أمامه وخلفه وعلى جانبيه غرز عيقم ذو سيف الصاعقة سيفه في الأرض مما أثار موجات رعدية في الأرض قفز جلجامش تفاديا أن لاينصعق فقفز عليه عيقم ذو المطرقة وضربه على رأسه وأسقطه أرضًا ثم قفز عليه عيقم ذو سيف اللهب وعيقم ذو رمح الظلام يريدان طعنه بسرعة فما كان من جلجامش إلا أن رفع سيفه وجذبهما هم الاثنان فالتصق السلاحان بسيف جلجامش ثم رفع سيفه مرة أخرى فتنافر الاثنان مبتعدين وعاد الحصار مرة أخرى أخذ جلجامش يفكر” كيف السبيل للتغلب على هؤلاء الأربعة لابد من وجود ثغرة استطيع من خلالها كسر منظومتهم، الأصل أنه عيقم واحد تفرع وغدا أربعة اعتقد أنه واحد حقيقي أما الثلاثة الآخرون مزيفون أو وهميون لكن أيهم عيقم ياترى.. اممم عيقم خبيث جدًا تفرع لأربعة ليشغل تركيزي فيه بدل أن أركز على أسلحته علي بالتركيز على الأسلحة” ركز جلجامش تركيزه على الأسلحة فانتبه أن عيقم لايستطيع أن يهجم أربعة هجمات في نفس الوقت بل هجومان اثنان كل مرة سيف الصاعقة ومطرقة يارخ تارة ورمح الظلام وسيف اللهب تارة أخرى وحتى حين يهجم عليه بسلاحين يوجه له ضربة كل مرة من سلاح واحد إذن هو عيقم واحد من يتحكم بالبقية لكن أي واحد فيهم أحس جلجامش بقليل من الثقة حين فطن لخدعة عيقم أخذ يصد هجمات عيقم بحذر واحدة تلو الأخرى دون أن يوجه أي هجوم فقط يدافع وهو يراقب أيهم عيقم الحقيقي أحس جلجامش أن عيقم ذو رمح الظلام لايضرب إلا إذا كان بعيدًا أو موشكًا على إصابته “لابد أنه هو الحقيقي.. علي أن أجازف” ضرب عيقم ذو المطرقة الأرض بقوة ثم قفز عيقم ذو سيف الصاعقة على جلجامش خلفه عيقم ذو سيف اللهب بسرعة فك جلجامش نابي السيف وقذف بأحدهما تجاه عيقم ذو رمح الظلام فالتصق الناب بالرمح ثم بقوة سحبه إليه ووجه له رفسة قوية في صدره اختفى الثلاثة المزيفون وسقط عيقم الحقيقي ذو رمح الظلام على الأرض وراءه أسلحته جلجامش: هل تعتقد أنه بإمكانك خداعي بهذه الحيلة السخيفة نهض عيقم غاضبا وأدخل يده في كيس كان مربوطا في خاصرته وأخرج خمسة كرات صخرية حمراء صغيرة رمى بهذه الكرات فتحولت إلى جن حمر عمالقة حمراء بسيوف ضخمة وعظيمة أصيب جلجامش بهلع”إنهم حراس البركان.. كيف أتى بهم إلى هنا مستحيل كانت الجن حمراء نفسهم حراس البركان لكن دون رؤوس فقط أجساد عملاقة وسيوف ضخمة أحاط الجن الحمر بجلجامش وعيقم من بعيد معلق أمامه سيف اللهب ويحركه في الهواء يبدو أنه يتحكم بهم عن طريق سيف اللهب. جن جنون جلجامش إنه التحدي الكبير قفز على جني منهم بسرعة وغرز السيف في صدره فجثا ذلك الجني على ركبتيه لا يتحرك تقدم له جني آخر يريد أن ينقض عليه فقفز جلجامش بعيدا منتزعا سيفه من صدر ذلك الجني وكانت المفاجأة أن الجني الذي طعنه جلجامش وقف مجددا بعد أن انتزاع السيف من صدره وجه له أحد الجن ضربة بسيفه العملاق تصدى لها جلجامش بسيفه لكنه بدأ ينزل للأسفل من ثقل سيف الجني الأحمر وقوة ضربته هز جلجامش سيفه فانتفر السيف الضخم عنه متجهًا للوراء بفضل المغناطيس وانغرز في صدر جني آخر فطن جلجامش مرة أخرى لحيلة عيقم ثم بسرعة قفز على جني وغرز سيفه في صدره فجثا ذلك الجني على ركبتيه ففك جلجامش نابا الذئب إحداهما ظلت مغروسة في صدر ذلك الجني ليشل حركته وانتزع الأخرى وقفز في المنتصف يلوح بسيفه بسرعة وهو يدور وسط الجن الحمر الأربعة الآخرون فانبثقت زوبعة حول جلجامش جعلت الجن يدورون حوله في الهواء ثم حرك المغناطيس فانجذبوا نحو جلجامش أربعتهم لكن من كبر حجم سيوفهم انغرز كل سيف في صدر جني آخر حتى غدا جني في صدره ناب الذئب والاربعة الآخرون كل جني مغروز سيفه في جني آخر فغدو كالسلسلة التي لاتتحرك قفز جلجامش منقضا على عيقم بالناب الآخر وضرب سيف اللهب بقوة فاختفى الجن الحمر الخمسة كالغبار الذي طوته الريح سقط عيقم أرضًا لكنه نهض بسرعة كي لايباغته جلجامش جلجامش: ألم ننتهي من ألعابك البهلوانية ياهذا غضب عيقم وقال: حسنًا إن كنت تريد المoت بسرعة لامزيد من اللعب رمى عيقم بسيف الصاعقة وسيف اللهب في الجو وأخذ السيفان يدوران حول عيقم ثم امسك برمح الظلام وغرسه في أرض الجبل فعم ظلام دامس في المكان كله وأمسك بمطرقة يارخ متجهًا لجلجامش انطلق جلجامش تجاه عيقم بسرعة موجهًا عين الذئب أمام عيني عيقم كانت خطة جلجامش محكمة يوجه عيني الذئب لعيقم فيتسمر عيقم مكانه ويقتلع رأسه بسرعة لكن عيقم لم يتأثر.. مما أثار استغراب جلجامش عيقم: هههه يالك من غبي ألم تفهم إلى الآن أنني لست بجني صرخ جلجامش مستغربا: ماذا تقول.. كيف ذلك عيقم: انا ساحر عظيم لقد قتلت عيقم منذ زمن بعيد وانتحلت شخصيته جلجامش: لا أصدق.. أنت.. من بني البشر.. إنسان عيقم: حتى أنت ياجلجامش وأنت متزوج بإنسية مازلت تستخف بالانسان بعد كل مامررت به أنت وعشتار.. لقد تعلمت جميع أنواع السحر منذ مئات السنين وركزت طاقتي كلها لأتغلب على الجن يجب أن احكمكم جلجامش بغضب: وماذا تستفيد من ذلك أيها الحقير عيقم: إن استطعت السيطرة على الجن سيطرة على العالم كله لم يبقى أمامي سواك ياجلجامش سنينًا طويلة وأنا اتخلص من قادة الجن واحدًا تلو الآخر سقطوا أمامي جميعهم بالمكر والخادع والسحر والغ،ـدر وكلما قتلت أحدهم أخذت قوته وسلاحه هل تظن أنني قتلت طنطل عن طريق الخطأ حين طرت برمح الظلام في المعركة الماضية كنت انت قد احتميت بسيفك الصاعقة وكانت الفرصة مواتية لقتل طنطل إذ كان الظلام مسيطرًا على المكان كله كانت تلك أكبر فرصة لي لقتل طنطل فالكل يظن أنه ولدي وكان من الصعب أن اقتله خارج الحرب فلايوجد سبب وجيه لفعل ذلك فكان غرضي من المعركة بأكملها هو قتل طنطل ليبدو أنني قتلته عن طريق الخطأ لهذا أعطيته خاتمًا مزيفًا لأسلافه لكن ذلك الخاتم كان يحمل سمًا يجعله يهلوس مما حفزه أن يفتدي عشتار بحياته كان جلجامش يقف مدهوشًا من هول مايسمع: لا أصدق كيف لم يكتشف أحد أمرك حتى الآن كيف استطعت السيطرة على الجن لسنين طوال وأنت إنسي عيقم: لأنني حين أقتل أي جني استحم بدمه واخلط معه مادةً للتحنيط فتطغى رائحته على رائحتي والجن محكومون بالرائحة ناهيك أن السحر الذي شكلت به هيئتي على هيئة عيقم بعد أن قتلته بات صعبا على أي أحد معرفة انني إنسي فسحري قوي جدًا هههه فقط كان ذلك العجوز يارخ من عرف بحقيقتي لأنه كان صديقًا حميمًا لعيقم جلجامش: لماذا لم يتكلم إذن عيقم: لأنه كان مغرورًا جدًا كان بإمكانه قتلي مذ عرف بحقيقتي إذ لم أكن أملك قوة كبيرة مثل الآن لكنه نظر لي باحتقار وأدار ظهره قائلًا أنه ليس بإمكان الإنس التغلب على الجن مهما كان السحر قويًا فكان كل ماجرى بمثابة تحد بيني وبينه هل رأيت كيف استطاع إنسان ضعيف إثارة الفتنة والحرب والقتل سنينًا طوال في أرض الجن هههه جلجامش: يالك من إنسان حقير عيقم: لامزيد من الثرثرة حان وقت موتك جلجامش: ستموت أيها الساحر ستموت أعدك بذلك عيقم: سنرى أخذ جلجامش يلوح بسيفيه بسرعة كبيرة وعيقم يلوح بالمطرقة بسرعة أكبر وسيف الصاعقة وسيف اللهب يدوران في الهواء بسرعة رهيبة وسط الظلام الحالك فقط برق ولهب رفع عيقم المطرقة فأخذ السيفان يدوران حولها ثم بسرعة وجه المطرقة تجاه جلجامش فامتزج السيفان اللهب والصاعقة ككتلة واحدة متجهة لجلجامش بسرعة رهيبة كتلة رعد ولهب متجهة لجلجامش كضربة قاضية اطلق جلجامش زوبعة قوية من سيفيه ارتطمت بالكتلة النارية الرعدية لكن لم تصمد الزوبعة أمام هذه القوة الهائلة فتبددت الزوبعة بسرعة وضربة الكتلة جلجامش فدفعته للخلف بقوة جبارة ارتطم جلجامش بصخرة كبيرة اهتز الجبل بأكمله من قوة ارتطامه والقوم في الأسفل ينتظرون بخوف زاد من الهزة منهم من يدعي ومنهم من يبكي ومن هم من هم بالهروب مانجلت الكتلة بنارها ورعدها إلا وكلا السيفين الصاعقة واللهب مغروسان في كتفي جلجامش وعين الذئب سقط تحت رجليه لم يكن بإمكان جلجامش التحرك فقد خارت قواه من هذه الضربة القاضية اتجه له عيقم بالمطرقة وهو يضحك: أهذا كل مالديك ليتني لم أقتل يارخ ليرى نهايتك وأثبت له أنه كان غبيًا حين استخف بي.. الأحمق قال لي أنني سأقتل بسلاح من صنع يده ههه هذا هو السلاح ألصق عين ذئب في حجر مغناطيس ويظنه أقوى سلاح هاهاهاها إنه غبي جدًا وبدائي أمام قوتي وسحري وأسلحتي الفتاكة وصلت العنكبوت بعشتار فوق قلعة جلجامش العنكبوت: هه وصلنا لمصرعك الآن أيتها الإنسية البائسة أخذت عشتار تحاول تحريك جسمها علها تفك رباطها لكن دون جدوى فقط استطاعت إخراج كفها فأخذت تحرك أصابعها بسرعة فانسل الخاتم من إصبعها وسقط كانت عشتار على علم أن جلجامش قد وصل لقلعته الآن ولابد أنه سيعلم أنها خلعت الخاتم وسيهب لنجدتها لكن مالم تعلم به عشتار أن جلجامش أحوج بالمساعدة منها وأنه قد أوشك أن يقتل على يد عيقم أخذ الخاتم يسقط ويسقط كان جلجامش قد نكس رأسه مستسلمًا بعد أن خارت قواه وأضحى محصورًا لاطاقة له أن يتحرك والسيفان الصاعقة واللهب منغرسان في كتفيه وهو ملتصق بصخرة الجبل أحس جلجامش أن عشتار قد خلعت الخاتم فبكى قلبه وعيقم يقترب منه فجأةً أحس جلجامش أن الخاتم قريب منه جدًا رفع رأسه عاليًا فرأى فصًا أحمر يلمع وكأنه نجم يهوي من السماء بسرعة ركز جلجامش نظره على الخاتم فاتجه له الخاتم بسرعة رهيبة وارتطم بالأرض تحت قدم عيقم فانفجر الخاتم ملقيًا بعيقم بعيدًا أحس جلجامش بقليل من الأمل فمد رجله ليسحب سيفه نهض عيقم بغضب وهو ينظر للأعلى فرأى العنكبوت نظرًا لكبر حجمها فاستل رمح الظلام وألقى به على العنكبوت بكل ما أوتي من قوة لظنه أنها كانت تساعد جلجامش كانت العنكبوت ممسكة بعشتار ويدها متجهة لعيني عشتار بسرعة لتفقأها وعشتار مغمضة عينيها مستسلمة لكن كانت المفاجأة حين انغرس رمح الظلام في صدرالعنكبوت قاذفًا بها بعيدًا عاليًا في السماء أما عشتار فغدت تسقط مرة اخرى وهي لاتدري بما يحدث أسفلها كان عيقم يتجه لجلجامش من جديد وهو يحمل المطرقة حين أبصر شيئًا آخر يسقط من السماء ركز النظر وإذا به يقول بغضب: إنها تلك ألإنسية مجددًا كان علي أن أتوقع قدومها مد عيقم يده تجاه عشتار فاتجهت إليه بسرعة وغدت معلقة في الجو أمامه وصلت عشتار وأخذت عشتار نظر مدهوشة وهي معلقة في الهواء لاتقوى على فعل أي شيء صرخت عشتار: جلجامش حبيبي ماذا حل بك صرخ جلجامش بيأس: عشتار ماذا جاء بك إلى هنا عشتار: أيها الشرير اتركني عيقم: ستموتين أنت وحبيبك لاتخافي أيتها الشقية صرخ جلجامش: دعها تعيش فهي مخلوق ضعيف لادخل لها في كل ماحدث ولن يضرك إن بقيت على قيد الحياة ركزت عشتار نظرها في عين عيقم إذ كان هذا هو سلاحها الاخير عينيها المسحورتان جلجامش بيأس: عشتار إنه ليس جني إنه ساحر إنسي خبيث أصيبت عشتار بصد@مة كبيرة من هول ماسمعت وسط ضحكات عيقم ” عيقم من البشر.. عيقم إنسان.. كيف ذلك.. ياإلهي” مد عيقم يده تجاه عشتار يسحبها إليه بسرعة فانتشر شعرها وتناثرت خيوط العنكبوت متمزقةً في الهواء بقوة وطارت ذرة من زهرة الياسمين كانت قد بقيت في شعر عشتار واستقرت هذه الذرة في أنف عيقم فانتفض عيقم وتسمر مكانه وكأنه تشنج أو أصيب بشلل وهو مشدود الأعصاب لايتحرك سقطت عشتار أرضًا مستغربة ماذا يجري قال عيقم بصوت متقطع وكأنه يحاول حبس هذا الصوت: أأأأ…أأأأأ….أمي…ييي احتارت عشتار ماذا يجري عيقم مرة أخرى بصوت متقطع: أمي أنا ابنتك سقطت عشتار أرضًا مرة أخرى ” يا إلهي إنه ذات الساحر الذي كان سيقتل لواح زوجة الأجهش وقامت ابنة الأجهش بتلبسه ولم تخرج منه خوفًا أن يقتل أمها وهي تظنني أمها ياترى ماكان اسمها … نعم إنه نارين … نارين” عشتار: نارين ابنتي عيقم بغضب: لللللا..لا إنها ليست أمك أيتها الغبية عودي لسباتك عشتار: نارين احتاج مساعدتك لاتدعيه يتحرك إنه شرير يريد قتلي ساعديني عيقم: لللللا… للللا ددددعيني وتجمد عيقم مكانه وكأنه جدعٌ يابس فقط يحرك عينيه حول عشتار وفمه مفتوح ويهتز اهتزازًا مرعبًا انطلقت عشتار تجاه المطرقة حاولت رفعها لكنها كانت ثقيلة جدًا فأخذت عشتار تنظر حولها بسرعة ثم انطلقت لجلجامش حاولت حمل سيف عين الذئب لكنه كان ثقيلًا على جسمها الضعيف أيضًا جلجامش: حاولي ياحبيبتي حاولي لكن دون جدوى إذ كان السيف ثقيلًا على عشتار أخيرًا مدت عشتار يديها لسيفي الصاعقة واللهب تريد تريد سحبهما من جسم جلجامش تخليصه صرخ جلجامش: لااااااااااا لكن عشتار كانت قد أمسكت بالسيفين فانصعقت يدها اليمنى وانتشر اللهب على يدها اليسرى وطارت للخلف عاليًا بعد الصد@مة التي أصابت عشتار من لمسها للسيفين اهتز السيفان فاستطاع جلجامش تخليص نفسه وسقط السيفان أرضًا فانتفض بسرعة للامساك بعشتار لكنه انتبه أن نارين خرجت من جسد عيقم بسرعة متجهة لعشتار هي الأخرى فتخلص عيقم منها التقط جلجامش سيفه عين الذئب وطار بسرعة رهيبة لعيقم قائلًا: خذذذذذذ طعن عيقم بالسيف في بطنه طعنةً خرجت من ظهره عيقم: آآآآآآه مستحيل حاول عيقم إمساك جلجامش بيديه لكن جلجامش ركله برجله وألقاه بعيدًا فسقط عيقم أرضًا يخور بدمه لا يتحرك أخيرًا وأتى شيءٌ يسقط من السماء كانت تلك هي العنكبوت امسك جلجامش سيفه بحذر لكنها سرعان ماسقطت لاتتحرك فوق عيقم وامتزج دمها البنفسجي بدم عيقم الأسود وعينها ترف تنظر لجلجامش بحسرة فانتزع جلجامش رمح الظلام من صدرها وفقأ عينها فماتت التفت جلجامش لعشتار ونارين كانت نارين طفلة صغيرة تكبر بناته قليلًا وكانت تشبه عشتار لحدٍ كبير أفاقت عشتار بإرتعاشةٍ صغيرة بعد أن مسحت عليها نارين بيديها عشتار: نارين نارين: أمي هل أنتي بخير جاء جلجامش مسرعًا واحتضن عشتار: عشتار هل أنتي بخير عشتار: هل عيقم؟؟ جلجامش: لقد م١ت تنفست عشتار الصعداء واحتضنت نارين عشتار: نارين أمكِ قضت نحبها لكنني سأكون لك أمًا لاتخافي لن أتركك وحيدةً أبدًا أنتي ابنتي وروحي وأفديك بحياتي ياحبيبتي نزلت دمعةٌ من عين نارين واحتضنت عشتار قائلة: كنت أتمنى رؤيتها فقط عشتار: انظري في عيني نظرت نارين في عيني عشتار فابتسمت وجلجامش ينظر لهم بسرور وخلفه عيقم ممددٌ على الأرض فوقه ججث0ة العنكبوت لايتحرك فجأة وإذا بالعنكبوت تتحرك مرة أخرى عشتار: كانت ستفقأ عيني وتلقي بي انتقامًا منك نظر جلجامش للعنكبوت بغضب وهم أن ينهض إليها لكن فجأة انقلبت العنكبوت على ظهرها بسرعة وقفز عيقم حاملًا مطرقة يارخ منقضًا عليهم وهو فاتح باعه احتضن جلجامش عشتار ونارين لحمايتهم إذ كان هجوم عيقم مباغتًا ومفاجئًا جدًا وأوشك أن يقضي عليهم بالمطرقة لكن سال قليلٌ من دم عيقم على عصا المطرقة فأصدرت صفيرًا مرعبًا وانطلقت عصى المطرقة كالرمح واخترقت صدر عيقم فسقط أرضًا ممددًا يابسًا مكانه ودمعه مختلطٌ بدمه نهض جلجامش ووقف فوق عيقم وعيقم يلفظ أنفاسه بصعوبة وقال: لقد صدق يارخ حين قال لك أنك ستموت بسلاحٍ من صنع يده أيها الوغد وضرب جلجامش بكفيه على رأس عيقم بقوة جبارة وانتزع رأسه من رقبته والقى به من سفح الجبل ودمه الأسود يتطاير في كل مكان رفس جلجامش جسد عيقم واسقطه من فوق الجبل أيضًا كان القوم لايعلمون مايجري فوق الجبل فقط يسمعون صوت مقارعة السيوف وصوت الرعد لكن حين سقط رأس عيقم وجسده وراءهى انتفض القوم جميعهم قوم عيقم وجلجامش تقدم جلجامش من سفح الجبل ينظر لقومه بزهوة نصر أخيرًا انتهى كل شيء تعالت صرخات قومه فرحةً بالنصر حمل جلجامش عشتار ونارين ونزل بهم من سفح الجبل بعد أن خلعت فرو الذئب وغرز جلجامش سيفه عين الذئب في سفح الجبل معلقًا عليه الفرو كنصب تذكاري نزل جلجامش على الأرض واتجه بهيبة للمنصة بجانبه عشتار تحمل نارين وهي تنظر للجن وهي متوجسة قليلًا لكن بدا أنها تعودت قليلًا على النظر للجن بعد كل الأهوال التي مرت بها صعد جلجامش على المنصة ونظر للقوم قائلا: ياقوم انتهت الحرب وانتصرنا على الطغاة من اليوم بدأ عهد السلام تعالت أصوات القوم بالتهليل والهتاف ” يحيا الأمير.. يحيا الأمير” جلجامش: إن هذا ليس عيقم ملككم أنه ساحر إنسي قتل عيقم منذ زمن بعيد وانتحل شخصيته وكان يريد القضاء على جميع أشراف الجن ليحكم الجن ويحكم العالم بالشرور والسحر لأغراضه الشخصية تعالت صرخات من جند عيقم فهرع سامد بسرعة لججث0ة عيقم يتفحصه ثم نهض والوجوم والغضب باديًا على وجهه والدموع تملأ عينيه سامد: ياله من حقير كم تمنيت لو قتلته بيدي وهل أكد لك أنه قتل عيقم جلجامش: هذا ماقاله سامد: إذًا فأتفاقكم فقد شرعيته إذ أنه ليس بعيقم الحقيقي ولا يحق لك حكم شعبنا بمجرد التغلب على ملك مزيف إنسي فمازال القعقاع على قيد الحياة جلجامش: لا تقلق ياسامد لا أريد حكم شعبكم فقط دعونا نعيش بسلام ألاتعتدوا علينا ولانعتدي عليكم إما أن توافق على هذا أو نحسم الأمر الآن نظر سامد لجلجامش ثم قال: كما قلت لقد م١ت الطاغية الذي كان يدعو للحرب ولاطاقة للقبيلتين في مزيد من القتال الأفضل لنا أن نتعايش بسلام وتعالت الهتافات من الجميع هذه المرة خرج سامد بالجنود من القلعة وهم في حالة صد@مة وكأنهم لايعلمون أين سيذهبون وماذا سيقولون لقومهم بعد أن خرج الجنود جميعهم وأغلقت أبواب القلعة والقوم مازالوا ينظرون لعشتار وجلجامش وكأنهم يريدون تفسيرًا لوجود إنسية بينهم جلجامش: ياقوم إن هذه الإنسية زوجتي عشتار وأم ابنتاي وقد أنقذت حياتي أكثر من مرة لولاها لقتلني عيقم وصار ملكًا عليكم إنها أميرتكم عم صمت في جميع أرجاء القلعه تقدم جني عجوز جدًا كان المستشار الخاص لأب جلجامش وبالكاد كان يمشي صعد على المنصة ونظر لعشتار فأنزلت رأسها للأسفل كي لاتلتقي أعينهما ثم نظر لجلجامش وقال: لطالما رفض أبوك فكرة زواجك من هذه الإنسية وكان يتألم كثيرًا لنفيك من أرض الجن كان دائمًا يقول أنك أفضل من يحكم أرضنا بعده من بين أولاده لكن ولعك بهذه الإنسية أخاب أمله فيك أحس جلجامش بحزن كبير لكن الجني العجوز بادره قائلا: حين بات أبوك على فراش المoت اجتمع بوزراءه ومستشاريه وأمرهم أن يجلبوك حين يتطلب الأمر ذلك وإلا لما طلبناك من أرض الإنس لأنك منفي أصلًا لكن كانت هذه هي وصية أبيك الأخيرة قال أنك الوحيد من أولاده من له القدرة والقوة على الحكم والتغلب على الظلم قال إنك أعظم إنجازاته وماحدث في الأيام الماضية أثبت صحة كلام أبيك وأنك كفؤ بأن تحكمنا أنت وزوجتك سواءً كانت جنيةً أم إنسية لايهم مادام هدفها حماية الملك ومملكته تعالت هتافات القوم بالفرح والتهليل والهتاف باسم جلجامش وعشتار قبض جلجامش على عشتار وطار بها عاليًا في السماء بسرعة ونارين خلفهما عشتار: إلى أين؟؟ جلجامش: أحقًا لاتعرفين؟ عشتار: أهم مكان يفترض بنا الذهاب إليه الآن هو قلعة الجنيات السبع لاسترد بناتي وصل جلجامش لقلعة الجنيات السبع كانت مليئة بالأشجار والأزهار والأنهار مخضرة كل شيء فيها جميل وصاح بوقٌ جميل منذرًا بقدوم جلجامش نزل جلجامش في بحيرة تحيط بها أزهار الياسمين من كل جانب وفراشات تملأ المكان كله عشتار: لقد رأيت هذا المكان من قبل جلجامش: لاشك في ذلك عشتار: لكن كيف وأنا لم آتي هنا من قبل جلجامش: الجنيات هن أحلام أمهن و نزل جلجامش على صخرة في منتصف البحيرة أما نارين فانهمكت بجمع زهور الياسمين عشتار بلهفة: أين بناتي؟؟ جلجامش: إنهم قادمون علينا أن ننتظرهم هنا أسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش وهي سرحة في البحيرة وكأن بالها مشغول بشيء ما جاء النداء من بعيد: ماما.. ماما رف قلب عشتار حتى كاد يطير من مكانه إنه لقب لكم اشتاقت لسماعه التفتت واذا بابنتاها تطيران بسرعه تجاهها احتضنت عشتار ابنتاها وساد البكاء على فرحة اللحظة بسكون اقتربت نارين تنظر بصمت فبادرتها عشتار: نارين تعالي ياحبيبتي إنهما أختاك ران ونالا ونظرت لابنتاها قائلة: إنها أختكم الكبرى نظرت ابنة عشتار ران لنارين وقالت: شعرك جميل جدًا ابتسمت نارين وردت: لأنني ازينه بزهور الياسمين دائمًا، هل تريدين أن أصنع لك طوق زهور وأزين شعرك به ران وهي تقفز فرحًا: نعم نعم أمسكت نارين بيد ران ونالا وأخذوا يحلقون حول البحيرة وضحكاتهم تملأ المكان كانت عشتار تنظر لبناتها بفرحةٍ كبيرة وهن منشغلات في زهور الياسمين ثم نظرت لجلجامش الذي كان مسمرًا عيناها ينظر وجهها الجميل فانزلت رأسها بابتسامةٍ خجلة فجأة سقط على شعرها الأسود الطويل طوق ياسمين جميل جلبه بناتها ثم عادوا يدورون حول البحيرة وهن يلعبن ويتضاحكن جلجامش: ما أحلا تاجك.. يا أميرة الجن ضحكت عشتار جلجامش: مايضحكك عشتار: أضحك على حالي أميرة معصوبة العينين في عالم الجن ومشعوذةٌ مجنونة في عالم الإنس بت لا أدري من أنا وكيف سأكون وأين سأعيش احتضن جلجامش عشتار ورفع ذقنها لتلتقي عيناهما وقال: لاتقلقي ياحبيبتي ألتم شمل عائلتنا أخيرًا آه كم اشتقت لعينيك يا الله ما أحلاك ذري الدنيا ومافيها وتعالي نخليها فيمن يخليها لاجنها نرى..ولانسمع بإنسيها وارمي جراحك على صدري وإنسيها اغمضي عيناك وأّرقِصِي فاك واجمعي