قصص

أحببت ملـ.ـحداً ..من اغرب القصص

حملت حقيبة يدها ثم انسحبت بهدوء، وما إن وفتح باب الحافلة حتى خرجت مسرعة قبل أن تصل إلى مقر عملها، أما هو فظل في مقعده لم يحرك أي ساكن بل كان يبتسم بسبب الموقف الغريب الذي تعرض له

ظلت ريم تنتظر الحافلة الموالية، ودمها أحرقه التوتر، بسبب ذلك المتغطرس ستتأخر عن أول يوم لها في العمل كممرضة جديدة بأحد المستشفيات.
مرت ساعة تقريبا، ثم وصلت ريم إلى عملها، دخلت إلى المشفى وهي تلهث، اتكأت على جدار باب مكتب الطبيب مدير المشفى، إلتقطت أنفاسها لبرهة، ثم طرقت باب مكتبه وهي تحمل في يدها ملفا أصفر اللون يحتوي على جميع أوراقها الرسمية

كانت يداها ترتجفان وهي تطرق الباب، فعقلها مشوش ويبحث عن عذر منطقي تفسر به للمدير سبب تأخرها…
بعد ثلاث طرقات فتح الباب فوجدت المفاجأة

مدير المشفى هو نفسه الشخص المتغطرس الذي كان يجلس قربها في الحافلة، بمجرد أن لمحت وجهه أحست بالذهول، وهو الآخر كانت معالم الدهشة بادية على محياه، نظر إليها وقال:
– أنت مجددا؟؟ لا تخبريني أنك جئت لتخبريني أنك قدمت شكوة ضدي؟؟ هههه

طأطأت رأسها وقالت:
– لا دكتور في الواقع أنا الممرضة الجديدة وهذه أوراقي الرسمية…
قدمت له الملف بيدين مرتجفتين، فابتسم وقال لها:

مقالات ذات صلة

– ألن تغادري المشفى أيضا لأن به رجالا أجانب؟؟

أحست ريم بغضب شديد لأنه يكلمها بهذه الطريقة، لكن رغم ذلك إلتزمت الصمت…
كان خالد يتمحص في وجهها عندما خاطبها قائلا:

– يمكنك أن تباشري العمل منذ اللحظة وأول مهمة لك هي تنظيف أرضية المشفى؟؟
ابتلعت ريم ريقها ثم قالت:

– أنا أنظف الأرضية ولما؟؟
بابتسامة ساخرة أجابها:

– أجل ستنظفينها لأنك تأخرت ساعة عن العمل…هيا غيري ملابسك وابدئي التنظيف…مرحبا بك في المشفى…
كادت تموت من شدة الغيض.

ومع ذلك اتجهت إلى الغرفة المخصصة بالممرضات، فغيرت ملابسها، ثم بادرت تنظيف المشفى، جميع الموظفين كانوا ينظرون إليها، البعض منهم متعاطفون والبعض الآخر مستهزؤون

تلك النظرات جعلتها تذرف الدموع، حتى بللت دموعها أرضيت المشفى…

في وقت جد متأخر أنهت عملها، ثم اتجهت إلى منزلها، ألقت بجسدها المرهق فوق السرير ثم غطت في نوم عميق…
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى العمل في الوقت المحدد وباشرت عملها

مضت الأيام بسرعة، وكانت غالبا ما تلتقي بالدكتور خالد، سواء صدفة في رواق المشفى أو يدخلان سوية إلى غرفة العمليات، ودائما كانت ريم تتحاشى محادثته أو الإنفراد به..

وفي يوم من الأيام، عندما كانت ريم تتناول وجبتها الغذائية تحت شجرة بساحة المشفى، رفعت عينيها فوجدت الدكتور خالد متجها نحوها…

كانت نبضات قلبها تتسارع كلما اقترب منها، وعندما لم يعد يفصل بينه وبينها سوى متر واحد وقف وألقى التحية ثم قال:
– السلام عليكم، لما تتناولين غذاءك هنا ألا يتوفر المشفى على مطعم خاص بالموظفين؟؟
بكلمات مقتضبة أجابته:

– بلى، لكنني أفضل الجلوس وحدي…
استأنف خالد كلامه متهكما:

– آه نسيت أنك من حزب “حجابي عفتي” ولا تحبذين الإختلاط، سأسدي لك نصيحة، أزيحي تلك الخرقة عن رأسك ودعي أشعة الشمس تداعب خصلات شعرك، أنت في سن الزهور وعليك أن تعيشي الحياة ولا تظلي سجينة لأفكار تقليدية لا تسمن ولا تغني من جوع

احمر وجه ريم، وفي لمح البصر ترجلت من مكانها وأجابته:
– عذرا دكتور خالد، أظن أنك نسيت بأننا في مكان العمل ومهمتنا هي التعاون من أجل علاج المواطنين وإنقاذ حياتهم وليس التدخل في أمور شخصية، ولأصحح معلوماتك هذا الذي فوق رأسي حجاب وليس خرقة ثم إنني أعيش الحياة في أبهى صورها ولست بميتة

كلماتها كانت بمثابة صاعقة، لكنه لم يستسلم وواصل مضايقتها:

– صدق من قال “الدين أفيون الشعوب”، آنسة ريم خطابك كان ملهما، لكننك في الحقيقة لا تختلفين عن الأخريات، فيوما ما ستدخلين إلى مكتبي واضعة مساحق التجميل وترتدين بنطالا ضيقا.

وتتمايلين في مشيتك…أنا متأكد أنك يوما ما ستدركين أنه لا وجود لهذه الأفكار التي تعشش في ذهنك وأن كل ما قرأته عن الإسلام وعن مختلف الديانات مجرد زيف لا أكثر…أأخبر بسر؟؟ ” اضغط على رقم 3 لتكملة القصة

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى