ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
وقلت له: هذا المال مالك،
فلم يُصدِّق الرجل، وحكيت له ما حدث بيني وبين أخيه،
وأنني قد دفنته من ساعة فقط،
فأخذ الرجل يبكي ويستغفر ربه لسوء ظنه بأخيه،
ثم أراد أن يعطيني شيئاً من هذا المال فأبيت،
لكنني طلبت منه أن يعذرني فى درهم العنب ..
يقول: فرجعتُ إلى بغداد مرة ثانية، فقيراً مُعدَماً كما خرجت منها من قبل،
وبينما أنا أسير إذ بالعسكر الذين يعملون في ديوان الخراج ينادون عليَّ ويقولون لي:
نبحث عنك، فقلت: سيسجنوننى لعدم دفعي إيجار الغرفة،
ثم قالوا لي:
لقد مات بالأمس أحد الكُتَّاب بالديوان ونبحث عنك كي تعمل بدلاً منه،
فأدخلوني عندهم وأعطوني مُرتَّب شهر، فذهبت إلى صاحب الدار وأعطيته حقه في الإيجار إلى أن أصبحتُ وزيرا …
إنه العالم الفقيه الوزير (ابن هُبَيْرة). المولود سنة 449 هجرية ، المتوفى 560هجرية.
قال عنه ابن الجوزي رحمه الله : خرج في جنازته ما لم يُرَ في جنازة غيره في عصره …
” ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه ” …
سبحان مغيرالأحوال اللهم بدّل أحوالنا إلى أحسن حال