قصة البادي أظلم
فالقصة لم تبدأ بعد ، فأكملت الابنة قصتها قائلة : لقد عشت مع طليق عمتي فترة فلما مات أل لي ورثه ، فنازعتني عمتي على ورث زوجي ، وهي لا تقرب له بصلة ، فقد طلقتها منه
ولما اختصمنا جلس زوجي الأول وزوج ابنتها ليحكم بيننا ، فلما وقع بصره على وجهي حن إلى ما كان بيننا ، فعرضت عليه الزواج
والعودة إلى ما كان ولكن شريطة أن يوكلني في أمر زوجته ، فلما تم الزواج ذهبت إليها ، وأخبرتها أني عدت إلى زوجي وقد وكلني في أمرها وهي طالق
وهنا لم يملك القاضي نفسه مما فعلته تلك المرأة ردًا على ما حل به من عمتها وابنتها ، وتعجب من عظمة كيدها ، وقال لهم أنا لا أدري أين القضية ؟ فقالت العمة : أليس من الحرام أن تأخذ هي زوجي وزوج ابنتي وميراثنا ، ونحن لا نأخذ شيئًا
فقال القاضي : أنا لا أرى في الأمر حرامًا ، امرأة تزوجت ومات زوجها ، فردت إلى زوجها ووكلها في أمر زواجه ، وهذا ليس من الحرام ، وبعد ذلك ذهب القاضي ابن ابي ليلي إلى الخليفة المنصور وقص عليه قصة المرأتان
فضحك المنصور حتى دبدب بقدميه على الأرض من فرط الضحك على ما فعلته المرأتان ببعضهما ، وقال البادي أظلم ، فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها ، وهذه العمة لم تقع في حفرة بل وقعت في البحر ، وأخذ يضحك على دهاء الزوجة وتدابير القدر