تقول : لي ثلاثة أبناء وقد تزوجوا كلهم ..فزرت الكبير يوما وطلبت أن أبيت معهم وفى الصباح طلبت من زوجته أن تأتيني بماء للوضوء…
فتوضأت وصليت وسكبت باقي الماء على الفراش الذى كنت أنام عليه…
فلما جاءتني بشيء الصباح قلت لها يا بنتي هذا حال كبار السن لقد تبولت على الفراش فهاجت وماجت واسمعتني سيل من قبيح الألفاظ
ثم طلبت منى أن اغسله واجففه وأن لا أفعل ذلك مرة أخرى وإلا…
تقول العجوز : تظاهرت بأنى اكتم غيظي وغسلت الفراش وجففته …ثم ذهبت لأبيت مع ابنى الأوسط وفعلت نفس الشيء فاغتاظت زوجته وارعدت وازبدت واخبرت زوجها الذى هو ابنى فلم يزجرها….
فخرجت من عندهم لأبيت مع ابنى الصغير …ففعلت نفس الشيء فلما جاءتني زوجته بشيء الصباح واخبرتها بتبولي على الفراش …قالت لا عليك يا أمي…هذا حال كبار السن…كم تبولنا على ثيابكم ونحن صغار ..
ثم أخذت الفراش وغسلته ثم طيبته…فقلت لها ..يا بنتي إن لي صاحبة اعطتني مالا وطلبت منى أن اشترى لها حليا وأنا لا أعرف مقاسها وهى فى حجمك هذا ..
فأعطينى مقاس يدك ..ذهبت العجوز إلى السوق واشترت ذهبا بكل مالها..وكان لها مال كثير .. ثم دعت أبناءها وزوجاتهم في بيتها وأخرجت الذهب والحلى ..
وحكت لهم أنها صبت الماء على الفراش ولم يكن تبولا …ووضعت الذهب فى يد زوجة ابنها الأصغر وقالت هذه بنتي التي سوف ألجأ إليها في كبرى ، واقضى باقي عمرى معها. …فصعقت الزوجتان وندمتا أشد ندم ..
“هل جزاء الإحسان إلا الإحسان “
كما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يأكل بشماله فقال له:كل بيمينك.فأجابه الرجل: انها مشغولة. فقال له عمر: وما شغلها؟
فأجابه الرجل: أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة!!فبكى عمر وهو يسأله: من يوضئك ؟ ومن يغسل ثيابك؟ ومن يغسل رأسك؟ ومن ومن ومن .. ثم أمر له براتب وخادم وراحلة.
هكذا صدر قانون مصابي الحروب. كيف نتعامل اليوم مع المصابين في الحرب؟
شاهد عمر رضي الله عنه رجلاً عجوزاً ينقل الحجارة، فسأله: لماذا تقوم بهذا العمل الشاق؟ فأجاب: انا رجل يهودي وعلي دفع الجزية، فقال له:
دفعت لنا الجزية بشبابك، والان واجب علينا ان نتكفل بك، وصرف له راتباً شهرياً يكفيه. هكذا تَشكَّل قانون الضمان الاجتماعي..كيف نتعامل اليوم مع الموظفين الذين يبلغون سن التقاعد؟
كان عمر رضي الله عنه يتجول متفقداً أحوال الرعية، وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً، فاقترب من الدار وسأل عما به، فردت أمه: إني أفطمه يا أمير المؤمنين. اكتشف عمر أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لأن بيت مال المسلمين كان يدفع مائة درهم لكل طفل بعد الفطام.
رجع عمر الفاروق إلى منزله وأصدر أمراً بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام. هكذا تَشكَّل قانون الطفل.ما وضع حليب الاطفال ومدارس الاطفال في بلادي؟
التقى عمر الفاروق ذات نهار بقاتل أخيه زيد، وكان القاتل قد أسلم وصار فرداً في رعيته.قال له الفاروق غاضباً: والله إني لا أحبك!!فسأله القاتل: وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا.
فقال القاتل: إنما تأسى على الحب النساء. هكذا تَشكَّل في المجتمع قانون حرية التعبير..لا أدري لماذا لم يقتله أو يعتقله على الأقل
إمرأة مجهولة هي تلك التي قالت: أخطأت يا عمر!إمرأة من عامة الناس ترفض قانون تحديد المهر الذي صاغه الفاروق عمر !! لم يكابر أمير المؤمنين، ولم يزج بالمرأة في السجون، ولم يأمر بجلدها،
بل قال: أخطأ عمر وأصابت إمرأة، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة.هكذا تُصنع الشورى والديموقراطية: حاكم يسمع بأذنه وقلبه ويرضخ للحق من أية جهة كان. كيف تصنع الديموقراطية اليوم؟
