قصة أحمد و سلمى كاملة الجزء الثالث
قالت:_أصبحت تصرخ على أمك الآن بسبب ابنة الشارع تلك، لما لا تفكر مثلي، هي عاشت حياتها كلها بالميتم، هل تظن أنها تعلمت أصول التربية و الأخلاق.
و لما لا تتبع نهج والديها اللذان لا بد أنهما تخليا عنها نتيجة المعصية، إنها فتاة بلا شرف، توقف عن الدفاع عنها.
لم أشعر بنفسي حتى قلبت الطاولة التي أمامي ثم جلست من جديد بدموع تنهمر على خدي و أنا أقول :_أمي أيعجبك أن تراني حزينا هكذا، مهموما و مكسور الخاطر، لما كل هذا الحقد، ما الذي فعلته أنا لأستحق كل هذا؟ أو ما الذي فعلته سلمى كي نعاني معا….
قاطع كلامي رن جرس الباب، ذهبت لفتحه
فتحت الباب فإذا بمها صديقة سلمى هي من جاءت، قالت لي فور رؤيتي:أحمد يجب أن نتحدث في موضوع هام. قلت لها:حسنا، انتطريني سآتي فورا.
ما إن لمحتها أمي حتى جاءت مسرعة تقول لي:من هذه الفتاة، لا بد أنها صديقة تلك الفتاة عديمة الشرف.
سمعتها مها فردت فورا :حقا؟ سنرى من….. قاطعتها و قلت:مها، اهدئي، إنها أمي.
قالت بعصبية:إذن أخبرها لا تتدخل في أمور لا تعنيها يا أحمد.ثم ذهبت مسرعة، كانت مها فتاة قوية الشخصية و لا تترك أي أحد يؤذيها مهما كان، لحقت بها و قلت:أخبريني، ماذا حدث؟
قالت:في الحقيقة، يجبأن تعرف أن سلمى…. في تلك اللحظة جاءت سلمى و قالت بتوتر:مها جاءت لتؤكد كلامي بالأمس لا غير.
لكن مها يبدو أنها لم يعجبها كا فعلته فانصرفته، فقلت :لكنني لن أصدق حتى إن طلبتي من جميع صديقاتك أن يخبرنني ذلك. قالت:لماذا؟
قلت لها بابتسامة :_أنت فتاة مسلمة، محجبة، أنا أعرفك جيدا إن كنت ستفعلين أي شيء لن تخافي مني لكنك ستحترمين دينك، حجابك، لكنك أتعلمين أنت الآن بدأت تخطئين عندما كذبت علي.
قالت بابتسامة حزينة:الشيء الوحيد الذي لم يتغير بك منذ عرفتك، هو ثقتك بي، لكن هذا لن يشفع لك. كادت أن تذهب لكنني أوقفتها قائلا:لا يمكنك أن تذهبي لأي مكان، ستعودين إلى منزلك.
قالت بحزن:تقصد منزلك؟ قلت لها:هل هذا ما يهم الآن؟ يجب أن تبقي تحت ناظري إلى أن تلدي، بعد ذلك نقرر في موضوعنا، لا يمكنك الرفض تعلمين ذلك.
قالت:من الأفضل،أن تدعني أذهب، لأن الأمور لن تكون على ما يرام. “إن كانت ستبقى هي، أنا الأخرى سأبقى” كان صوت أمي، لن تفترق عني حتى تخرب عائلتي على ما يبدو،قلت لها:أمي، أرجوك هل هذا وقت هذا الكلام…….
قاطعتني قائلة:_هل ستطرد أمك الآن من منزلك من أجل زوجتك؟
كنت سأرد لكن سلمى سبقتني:_إنها مجرد تسعة أشهر، بعد ذلك كل في طريقه.
ثم دخلت المنزل و تركتني مدهوشا، الآن زاد يقيني أنها لن تسامحني، أنها تريد الطلاق.
لم نكن نتحدث كثيرا، أما هي و أمي كانا بينهما حرب باردة، كانت تبدأها أمي لكن سلمى لا تكملها، لم أستطع أن أترك أمي تذهب لأن أبي كان مسافرا،كنت أعلم أن سلمى تخفي عني شيئا ما،لا بد أن هناك ما يبرر تصرفاتها ذات يوم
عدت إلى المنزل فجاءت إلي سلمى و هي تحمل بعض الوثائق في يديها و هي تقول بعصبية:إذن كل الكلام الذي قلته ذلك اليوم كان كذب، أنت تأكدت بنفسك لهذا أصريت على عودتي و لا أعلم حتى كيف قمت بفعل ذلك؟ توترت بعد كلامها فقد عرفت ما أخفيه للأسف فقلت :لا أنا لم أكذب عليك ذلك اليوم، أنا قمت بالتحاليل بعد عودتك، فقط اسمعيني، في الحقيقة……
فيتلك اللحظة سمعت كأن شيئا وقع في المطبخ فذهبت مسرعافي اتجاه الصوت و لحقتني سلمى فإذا بها أمي قد أغمي عليها، أرسلنا في طلب الطبيب و أخبرنا أن الأمر ليس خطيرا و أنه يمكننا الاعتناء بها في المنزل ليس بالضرورة أخذها للمستشفى، مرت أيام و أمي مريضة و الطبيب كان يعيد نفس كلامه بل أضاف أن المرض قد يكون نفسي، أخذت سلمى إجازة من عملها قد تقابلها، أما أمي فكانت تفتح عينيها أحيانا تنظر إلينا ثم تغلقهما و تمتم بكلام غير مفهوم و لم تكن تأكل إلا الشيء اليسر، لم أستطع إخفاء الأمر على أبي أكثر من ذلك فأخبرته و جاء مسرعا.
في أحد الأيام أذن المغرب و أنا في الطريق إلى المنزل، وقفت قرب أحد المساجد و أنا لا أدري ما أفعل، كانت علاقتي بالدين كباقي الناس، أصلي أحيانا و أحيانا لا، ربما هذه كانت النقطة السوداء في حياتي، كان الفارق بيني و بين سلمى التي منذ زواجنا و هي تحثني على الصلاة،توضأت و صليت، دعوت الله بشيء واحد و هو تشفى أمي و تحل مشاكلنا.
لأول مرة أعود سعيدا من العمل من فترة، وجدت سلمى تحضر طعام الجهاز، فقلت بابتسامة:هل أساعدك؟ قالت و هي تضحك:لا بد أنك تمزح.
قلت:لا دعيني، انظري أنا سأحضر العصير إذن. بدأت العمل في تحضير العصير و سلمى تنظر لي و تضحك، في تلك اللحظات دخلت أمي المطبخ، نظرت لها و أنا في دهشة و قلت:أمي، أتحتاجين شيئا، لماذا خرجتي من غرفتك و أنت مريضة؟
أجلستها سلمى أحد المقاعد، ثم نظرت لي أمي و قالت:_لا يا بني، أشعر بأنني..يتبع