قصة مؤثرة عن زواج الرجل على زوجته الجزء الثاني
وفي مرة سألتها مازحة: بقى الراجل يتجوز عليكي تقومي تربيله بناته؟ فقالت بهدوء وبابتسامة جميلة: يا بنتي أنا هدخل بيكم الجنة..
وقد كانت لنا بالفعل “جنة”.
حتى جاء يوم وفاة أبي، نظر إليها يومها بصمت، نظرة فهمتها وحدها وردت عليه، بناتك في عيوني..
ومات أبي مطمئنا مبتسما في حضنها، ولم تتزوج منا حينها إلا واحدة، وهكذا ترك الأخريات في رعاية امرأة ملائكية صالحة..
ولكن حدث ما كان متوقعا، بعد وفاته جاء أهلها من القاهرة يطالبونها بالعودة للعيش معهم بعد وفاة الزوج، فلا داع لبقائها في محافظة أخرى، ولكنها أبت تركنا وقالت لأهلها: عندي بنتين لسة مجوزتهمش، مستحيل أسيبهم..
وهكذا استمرت ماما محاسن في مهمتها الإنسانية، ورعت أخواتي وزوجتهن وكانت الأهل والسند والراعي والحاضن، لم أذكر أنها ضايقتنا يوما ولا نهرتنا ولا لفظتنا، كانت الحب والحنان والخلق والدين.. كانت الحضن والراحة والمعلمة والقدوة..
حتى مرضت ماما محاسن، والتي لها من اسمها كل الأنصبة.. وأخواتي قمن برعايتها كأمنا، لم نتركها يوما وحيدة، لم نتركها يوما دون تلبية كل طلباتها..
لم تتركنا وحيدات، فماتت مكرمة وحولها بناتها وأحفادها، نعم أحفادها.. فهي لم تكن زوجة أب، بل أم حانية.
رحلت ولكن لم ترحل سيرتها ولا جمالها ولا عطائها…اضغط على رقم 2 لقرائة المزيد