غير مصنف

ام البنات

الجروح تحتاج لمطهر لقتل الجراثيم تعفنت جروحهم وتقيحت لم يكن شائع بذلك الوقت تطهير الجروح ولا استخدام ادوات معقمة ، كان من الشائع موت واحد من كل عشرين يخضعون لتلك الجراحة الحيوانية، لكن الموت لم يكن رحيم انة يختار من لا نتوقعهم ، لقد تآمر عليهم وتركهم للنار المشتعلة اسفل تنانيرهم القديمة .

الموت لا يختارنا عندما نطلبه.
تلطخت الحصيرة بالدماء ، الارض ، شرب التراب حتى ارتوى واصبح لين وطرى ، اصبحت الغرفة مثل مقلب قمامة، قيء اسود ، الذباب يطن ويطن ، يلتصق بالاجساد ، بالدماء ، بالسيقان المفتوحة التى تصرخ من الآلم ، الفأران تتقافز فرحة خلال الشقوق .

الام ثكلى تحتضن تلك وتلك ، تبكى تصرخ ، تهرول مثل امنا هاجر بداخل الغرفة غير مدركة لما يتوجب فعلة .
كانت الليل قد انصرف معظمة عندما هرولت خلال الشارع نحو منزل القابلة تطلب منها مرهم ، اعشاب ، اى وصفة تخفف

الآلم عن بناتها ، عندما اخبرت زوجها بصراخ فتياتة كان رحيم وسمح لها بالخروج لطلب المساعدة من القابلة ، وكان ارحم عندما استجاب لطرقاتها وترك زوجتة الجديدة فى فعل يستوجب الشكر .

لقد شكرتة زوجتة كثيرا للسماح لها بالخروج بذلك الوقت المتأخر ،
قبلت يدية وشكرتة ، عندما نمتهن الطاعة العمياء لا نعرف حقوقنا

بل نعرف فقط مسئوليتنا .
تناولت المرهم من القابلة وعادت مسرعة ، سقطت مرتين بالوحل ،

التوى كاحلها ، ملابسها تلطخت بالطين كانت تركض مثل شبح هرب من عذاب الجحيم ،
عندما فتحت كانت حماتها بانتظارها ، صبت عليها جم غضبها ، نعتتها بالعاهرة الغير مسئولة ، كيف تخرجين منتصف الليل يا ابنة الكلب ، النساء لا تخرج من دارنا الا نحو قبرها ،

البنات ياوالدتى يصرخن ، يحترقن من الآلم ، تعفنت جروحهم وتقيحت .
ولم العجلة ، الن تشرق الشمس ؟ردت الجده.

لكنهم صغار ، اطفال يتآلمون ، قد لا ينتظرن للصبح ،
الستى من انجبت البنات يا ام البنات ؟
كان بامكانك ان تنجبى ذكر يا ملعونة ،

كل شيء بأمر الله ياوالدتى،
جذبت منها المرهم، القتة ارضا ، تهشم ، تحطم ، سال على الأرض
تركتها وذهبت لغرفتها ، انحنت الام على المرهم تجمعة بصحن ، التصق المرهم بالتراب لكنها جمعتة على كل حال ، نزلت القبو ،
دهنت الجروح بالمرهم المختلط بالتراب. يتبع…
الجزء الثاني والأخير من هنا

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى